صوتت الجمعية العامة للامم المتحدة، الليلة قبل الماضية، على قرار ادان الجريمة الاحتلالية البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلية في بيت حانون، كما طالب القرار اسرائيل بوقف عملياتها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني، في كافة المناطق الواقعة تحت احتلالها، ومن ضمنها القدس الشرقية.
وقد جاء هذا القرار، بعد أن فشل مجلس الأمن الدولي، في استصدار قرار يدين اسرائيل بعد المجزرة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في بيت حانون، والتي تعتبر حسب كافة مقاييس ومفاهيم القانون الدولي، جريمة حرب وجريمة ضد الانسانية.
ونحن اذ نشير الى أهمية هذا القرار، الا أننا نؤكد أنه قرار غير كاف، لعدة اسباب، أولها أنه قرار غير ملزم، ولن يؤازر الشعب الفلسطيني في مواجهته اليومية مع الاحتلال المجرم، على الرغم من أن القرار شمل تشكيل لجنة تحقيق في الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في بيت حانون.
وبالاضافة الى ذلك، فإن هذا القرار، على الرغم من أنه اتخذ بالغالبية الساحقة، ورغم معارضة قلة قليلة من البلدان له، الا أنه لا يضعف الموقف الاسرائيلي دوليا، لأنه لا يزيد عن كونه قرارا كلاميا، لا أسنان له. ومما يؤكد ذلك، أن الولايات المتحدة، وهي الدولة الأقوى في الهيئات الدولية (وهو موضوع يجب أن تخصص له ابحاث منفصلة)، اعلنت بشكل سافر وقوفها الى جانب آلة الحرب الاسرائيلية المجرمة، ضد الشعب الذي يتعرض يوميا لشتى صنوف التعذيب، باستعمالها الفيتو في مجلس الأمن، وبقيادتها لجبهة معارضة هذا القرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
والمريب في الأمر، هو أن اسرائيل اعتبرت هذا القرار "غير متوازن"، مشيرة الى أنه "يظلمها"، ولا يذكر "الإرهاب" الفلسطيني، و"قتل المدنيين الأبرياء في اسرائيل"، وكأن العالم لا يرى ولا يسمع بالجرائم الحقيرة التي يرتكبها الاحتلال يوميا ضد المدنيين الفلسطينيين.
علينا التأكيد على موقفنا المبدئي الداعي الى اخراج المدنيين من الطرفين من دائرة الصراع، والقائل بأن أي قتيل يسقط في رحى الحرب العدوانية المجرمة هذه، التي يشنها الاحتلال الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني، هو ضحية لهذا الاحتلال المجرم. وعلينا التأكيد مجددا أن على الشعب الفلسطيني في معركته من أجل الحرية والاستقلال، أن يستخدم أكثر الوسائل فاعلية في مقاومة هذا الاحتلال الغاشم، وأن يدرس سبل مقاومته بحسب الفائدة التي تجلبها لقضيته العادلة.
على العالم، أن ينطلق من قاعدة القرار الهام الذي اتخذ في الجمعية العامة للأمم المتحدة، لأخذ دور فعال وحقيقي لنصرة الشعب الفلسطيني في مواجهته للاحتلال، فعليا، وأن يعمل على حمايته من جرائم هذا الاحتلال.