سديروت.. موت معروف مسبقًا!

المواطنة فاينة سلوتسكير، التي سقطت اليوم في سديروت، انضمت الى ضحايا الاحتلال والعدوان الاسرائيلي الدموي على الشعب الفلسطيني، وعندما يقوم رئيس الوزراء اولمرت بالتبجح بتعداد ضحايا عدوانه على قطاع غزة في المرة القادمة، عليه ان يشمل اسم فاينة، المرأة التي سقطت على مذبح الاحتلال دون ذنب اقترفت. فالصواريخ التي سقطت على سديروت، ليست مفاجئة، بل كانت متوقعة، المجهول الوحيد بخصوصها، متى ستسقط ومن تكون ضحيتها.... لان من اعمل دباباته وجرافاته وطائراته في قطاع غزة لاسابيع طويلة، واستفرد بأطفال بيت حانون وارتكب المجازر هو المسؤول اولا واخيرا عن سقوط الضحايا في اسرائيل نفسها ايضا. نحن في الحزب الشيوعي والجبهة، تمسكنا دائما بالموقف المبدئي الرافض لقتل المدنيين وزجهم في دوامة الموت والرعب والحرب، وتمسكنا دائما بالموقف الثابت بأن الحرب وسفك الدماء والدبابات والصواريخ، ليس بمقدورها ان تحل أي مشكلة بل هي المشكلة التي يجب حلها... ودعونا بصوت عال الى اخراج المدنيين من دائرة الموت في بيت حانون وفي سديروت، وفي حيفا وفي بيروت، ودعونا الى استبعاد العقلية والحلول العسكرية، والبحث عن حلول سياسية بالمفاوضات والحوار واحقاق الحقوق، وانهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، لان من يزرع الموت في غزة سيحصده في كل مكان.
ان التحدي الكبير المطروح على شعبي هذه البلاد، ليس الانتقام والموت المتوازي، بل كيف يعيش اطفال سديروت ويعيش اطفال بيت حانون.
لقد اثارت الخطوة الجريئة التي اتخذتها كتلة الجبهة في الكنيست بالمشاركة في جنازة فاينة سلوتسكير، ضحية سديروت، غيظ قلة من تجار الحرب وتجار الرعب والتحريض الدموي الاحتلالي، لان هذه المشاركة، قد سحبت البساط من تحت اقدام اولئك الذين بنوا على استثمار دماء ضحايا سديروت للتحريض الدموي على الشعب الفلسطيني، والتحريض الدموي العنصري على الجماهير العربية وعلى الشيوعيين والجبهويين، ليس لانهم يؤيدون قتل المدنيين في سديروت، وانما لانهم يعارضون الحرب والاحتلال وقتل المدنيين في بيت حانون. ان الساعة تتطلب لجم حكومة الجنرالات المحبطين من حرب لبنان من الانجراف وراء اصوات الدعوة الى الانتقام، والبحث عن مخرج سياسي. وتتطلب لجم جبهة الرفض الاسرائيلية وجبهة الرفض الفلسطينية، التي تغذي احداها الأخرى من اجل مواصلة سفك الدماء، واطلاق فرصة سياسية جديدة.

الخميس 16/11/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع