أزمة بوش السياسية خيبت آمال اولمرت

التقى في البيت الابيض، أمس، الرئيس الأمريكي جورج بوش، برئيس الحكومة ايهود اولمرت، في لقاء تكاثرت من حوله التخمينات حول كنهه، وحول النتائج التي سيخرج بها.
ولن نجافي الحقيقة والصدق ان قلنا أن لقاء رئيسين يعتبران المعاديين الأكبر لحقوق الشعوب، وللحرية وللدمقراطية، حتى وإن كانا يمثلان دولتين تعدان في مصاف الدول الدمقراطية، سيكون لقاء تبحث فيه أمور العدوان على الشعوب، فمن جهة تقود الولايات المتحدة احتلالا شرسا وحربا عدوانية على العراق، ومن الجهة الأخرى، تستمر اسرائيل في غطرستها وعنجهيتها، وتحكم قبضتها الاحتلالية على الشعب الفلسطيني التواق للحرية والاستقلال والسيادة في دولة مستقلة.
ومما لا شك فيه، أن الأزمة التي ولدتها خسارة الجمهوريين في الانتخابات النصفية لمجلسي النواب الامريكيين، جعلت اللقاء الثنائي أمس على قدر عال من الأهمية. فالولايات المتحدة واسرائيل تخيطان خيوط مؤامرة جديدة تهدف الى ضرب ايران، مستخدمتان حجة المشروع النووي الايراني، لاستكمال السيطرة الأمريكية على مواقع المعارضة الشرق اوسطية لسياستها الامبراطورية. الا أن انتخاب الأغلبية الدمقراطية في الكونغرس الأمريكي، وعلى الرغم من معرفتنا أنها لن تجلب الخير والنعيم لشعوب العالم، أدت الى نشوء وضع لا يحسد عليه الرئيس الأمريكي جورج بوش، فهي اثبات ما بعده اثبات لفشل سياسته الاجرامية في العالم، وعلى وجه الخصوص في العراق وفي الشرق الأوسط ككل. فقد أعلن الناخب الأمريكي موقفه من سياسة بوش الاجرامية، وأدى بالاخير الى أن يعلن على الملأ بأنه سوف يدرس الوضع في العراق، بناء على توصيات اللجنة الخاصة التي عينت لفحص الأمور المتعلقة به، ولن يمتنع عن تغيير السياسات الأمريكية على أرض العراق.
نرى أن اولمرت لم يحقق هدفه المرجو من الزيارة الى الولايات المتحدة، فبوش في أزمة، وانصياعه للرغبات الاسرائيلية لن يفعل شيئا سوى أنه سيزيد الوضع سوءا. اولمرت، بتصريحاته الحربجية التي اطلقها قبل مغادرته للبلاد، أراد أن يقود الولايات المتحدة الى الاعلان أنها ترفض الحلول الدبلوماسية المتعلقة بايران، وأنها ستقود المواجهة مع ايران، الا أن الواقع الجديد في الولايات المتحدة، جعل بعض المسؤولين الأمريكيين يلمحون الى امكانية الحوار مع ايران، مما خيب آمال اولمرت، وجعل الهدف الأول من زيارته يذهب هباء. واولمرت اراد من الولايات المتحدة أن تعلن بقاءها في العراق على الرغم من الواقع العسكري الصعب هناك، واستمرار سقوط القتلى الأمريكيين، الا أن بوش قال أنه قد يغير سياساته حيال العراق المحتل.
أولمرت توجه الى الولايات المتحدة حاملا في جعبته مطالب عدة، وكل ما سمعه ادى الى خيبة أمل نابعة من الأزمة السياسية الداخلية التي يعاني منها الرئيس الأمريكي جورج بوش.
ادارة الرئيس الأمريكي جورج بوش باتت كالسفينة التي فقدت كل امكانية لها على المناورة، ولم يبق أمامها سوى الانسياب مع تيار التغيير في السياسة الخارجية، الذي اصبح مطلبا جماهيريا أمريكيا، أو الغرق، ولن تكون مصلحته في الانصياع لمطالب اسرائيل، فالحفاظ على دفة القيادة في يد الجمهوريين أهم من ارضاء الحلفاء في الشرق الأوسط!!

الثلاثاء 14/11/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع