كلمة الاتحاد
إلجموهم!

العملية الارهابية الاحتلالية في بيت حانون وجنين امس، كانت جريمة حرب معروفة مسبقا، فان من يطلق قذائف المدفعية والدبابات الى داخل احياء بيت حانون، ومدن ومخيمات قطاع غزة،  المنطقة الاكثر اكتظاظا في العالم، ينفذ بالضرورة مجزرة ويرتكب جريمة ضد البشرية عن قصد وسبق اصرار، ولا مكان لاي سؤال حول نواياه وتبريراته، والاهداف التي يدعي انه استهدفها.

وعلى حكومة الاحتلال، التي اغلقت ابواب قطاع غزة امام الغذاء والدواء، وفتحتها امام الدبابات والمجنزرات، ان تتحمل المسؤولية الكاملة عن جريمة الحرب الارهابية التي ارتكبتها قواتها العسكرية، وان تدفع ثمن هذه الجريمة. وعلى العالم ان يصرخ مع الشعب الفلسطيني في وجه حكومة الجريمة، وان يرفض تبريراتها وتعبيرها المشبوه عن الاسف.... فالمجزرة التي ارتكبت، ليست نابعة عن خطأ في الاحتلال، وممارساته وقمعه وتهديداته، بل هي جوهر هذا الاحتلال، والمضمون الحقيقي للعدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني في غزة على مدار الاسابيع الطويلة الماضية، وفي مدن الضفة الغربية.

ان حكومة اولمرت- بيرتس- ليبرمان، وجبهة الرفض الاسرائيلية المدعومة امريكيا، التي تتعامل مع اي بارقة لحل او اقتراح سياسي، كما في الحالة الفلسطينية او السورية او المبادرة السعودية، على انها استفزاز استراتيجي يجب التصدي له، واسقاطه، والقضاء عليه قبل ان يتطور، تجد نفسها "مضطرة" الى سفك الدماء الفلسطينية واعادة انتاج المجازر من اجل استكمال الانقلاب الذي بدأته منذ ستة اعوام، ضد الحلول السياسية وضد الخيارات السلمية، الضمان الوحيد لمستقبل آخر للشعبين الاسرائيلي والفلسطيني.

نحن غاضبون، وغضبنا عادل، وقلوبنا تقطر دما ونحن نتابع تفاصيل الجريمة الارهابية الاحتلالية، ولكن غضبنا لا يسعف احدا، ما لم يتحول الى قوة سياسية وصرخة هادرة، لكل القوى العاقلة في المجتمع الاسرائيلي، وفي عالمنا، تحاصر حكومة الموت والجنون، وتعزل مجرمي الحرب، وتفرض خيار الشعوب السياسي السلامي العادل، لا خيار جنرالات الحرب والعدوان،... خيار انهاء الاحتلال، لا خيار الاحتلال، خيار الدولة الفلسطينية بجانب اسرائيل في حدود الرابع من حزيران 1967، خيار القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، خيار تقليع الاستيطان، والحل العادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين وفق قرارات الشرعية الدولية.

لقد كانت هذه هي صرخة المظاهرات الصاخبة والغاضبة في طول البلاد وعرضها امس، في الناصرة وحيفا وام الفحم، ومواقع اخرى كثيرة... ولكنها كانت ايضا الصرخة التي اطلقها مئات المتظاهرين اليهود والعرب، في المظاهرة الصاخبة امام وزارة جرائم الحرب في تل ابيب، والتي شارك فيها الشيوعيون والجبهويون وحركة سلام الان، وتنظيمات سلامية مناهضة للحرب... ان استنهاض قوى سلامية، وخلق فرصة لاعادة بناء معسكر السلام والدمقراطية، جنبا الى جنب مع التجاوب الواسع مع دعوة الحزب الشيوعي والجبهة لتنظيم مظاهرة كبرى في مدينة الناصرة مساء غد الجمعة، للرد على الجريمة، والمشاركة في اعمال قطرية تقرها لجنة المتابعة العليا لشؤون المواطنين العرب، بمقدورها ان تشدد الهجوم على مجرمي الحرب، وان تخلق ثغرة واسعة في"الاجماع القومي" الذي كانت حكومة الجريمة تصبو الى تحقيقه... فألف تحية للمتظاهرين، وكلنا الى الناصرة غدا.
الخميس 9/11/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع