كلمة "الإتحاد"
هذه أيضا معركة !

كان يفترض أن تخصص كلمة "الاتحاد"، اليوم أيضا، ضد ضم داعية الترانسفير الفاشي أفيغدور ليبرمان وخطابه الى الحكومة، لكن النائب عباس زكور جاء أمس بتقليعة جديدة لا بد من التوقف عندها بجرأة ودون تأتأة. فالمعركة على مكانة أقليتنا العربية وموقعها ـ وإن كانت هي المعركة الأولى والأساسية ـ يجب ألا تشغلنا عن المعركة التي لا تقل أهمية على وجه هذه الأقلية ووجهتها.
فقد جاء زكور يقترح علينا، بشوفينية مقيتة، نحن معشر الرجال، أن نمتشق نساءنا وأرحامهن في معركة دمغرافية مصيرية تدور رحاها في الأسرّة مع ليبرمان!! بل ويتوجه، باللغة العربية، الى المرأة الفلسطينية في اسرائيل من أجل تقبل تعدد النساء وعدم عرقلة انتاج ما يسميه "سلاحنا الاستراتيجي"!
مقابل هذا الموقف الظلامي نجد لزاما تأكيد ما يلي:
أولا: الموقف المبدئي العقلاني يقول بأن المرأة ليست سلاحا ولا مفقسة، انما شريك أساسي في المعركة من أجل التحرر، ولا يحق لأحد أن يطالبها بالتنازل عن كرامتها تحت أي ظرف. اننا نرى في دعوة زكور هذه انتقاصا من انسانية المرأة وتعاملا فظا معها على أنها آلة بالية تعود الى فصيلة المنجنيق!
ثانيا: موقف زكور هذا كبوة تكتيكية قاتلة. فالسماح بتحويل بمسخ معركتنا السياسية الاجتماعية المشروعة الى معركة دمغرافية ليس فقط إنه طعن بشرعية هذا النضال وفعاليته انما وبالأساس انجرار خلف الادعاء القائل بأن المعركة هي دمغرافية حقا، وفي ذلك نوع من منح المصادقة المجانية لليبرمان وخطابه.
ثالثا: أهو الكيف أم الكم؟! وإن كان الكم أولا، فكيف انتصر "الستة على الستين" وكيف يقف 300 مليون عربي في العالم عاجزين أمام اسرائيل الخاسرة حتما في معركة السلاح الدمغرافي؟!
ألم يكن من المجدي أكثر دعوة المواطنين العرب الى التمسك بالعلم والاستثمار بالأبناء بدلا من الانشغال بالتأرنب، بدلا من التقهقهر نحو عصور غابرة وأسلحة مخصية ؟!
وأنت، ليبرمان، لا تفرح أكثر من اللزوم، فنحن لم ننسك ولم تزل ـ عن جدارة! ـ عدونا الأول، وأسهمنا لا توجه الى سواك وإن بلغ الجدل الاجتماعي أوجه مع بعض الفئات!

("الإتحاد")

الأربعاء 1/11/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع