بالنضال الدمقراطي الحقيقي يمكن لجمها
احـتــضــان الــفــاشــيـــة لـــــــن يـوقـفـــهـا !!

صوت مركز حزب العمل، أمس، باغلبية كبيرة، الى جانب بقاء الحزب في الحكومة، على الرغم من انضمام الحزب اليميني المتطرف، "يسرائيل بيتينو"، بقيادة الفاشي افيغدور ليبرمان، الى الحكومة.
وقد سادت اجتماع مركز الحزب اجواء صاخبة، عبرت عما في قلوب معارضي انضمام ليبرمان الى الحكومة بالاساس. وبرأينا فإن هذه المعارضة مباركة، الا أنها لا تكفي، فعلى من يرى في ليبرمان وعقيدته خطرا بالفعل، أن لا يكتفي بالمعارضة في مركز الحزب فقط، انما عليه أن يخرج معارضته هذه الى الشارع، ويحولها الى حركة احتجاج جماهيرية.
مواقف رئيس الحزب، وزير "الأمن" عمير بيرتس، وغالبية وزراء حزب العمل، المؤيدة لبقاء الحزب في الحكومة والمؤيدة لانضمام ليبرمان اليها، تدل على لا مبالاة هذا الحزب، وقادته، تجاه الجماهير العربية، والخطر الذي يتهددها اذا ما تحول خطاب ليبرمان العنصري الى خطاب مركزي في الساحة السياسية الاسرائيلية، وكما تدل على لا مبالاة هؤلاء تجاه مسألة الدمقراطية في اسرائيل، وتآكلها السريع، جراء تقبل اشخاص مثل ليبرمان وأفكار كأفكاره في المجتمع الاسرائيلي، وهم لا يفقهون أن ضم ليبرمان الى الحكومة، يعد بداية الانحدار السريع نحو الفاشية، رغم ما يدعونه بأن بقاء حزب العمل في الحكومة جاء ليمنع سيطرة افكار ليبرمان عليها!
هذه الحجة الواهية لا تقنع أحدا، فحزب العمل اضعف من أن يواجه شخصا كليبرمان، داخل الحكومة، فمواجهة مثل هذا الشخص، وافكار العنصرية تكون خارج الحكومة، عن طريق التحرك الجماهيري لكافة القوى التي ترى الخطر الحقيقي الكامن في حزب "يسرائيل بيتينو".
بقاء حزب العمل في الحكومة، دق المسمار الخير في نعش هذا الحزب، كحزب يدعي أنه حزب السلام وحزب الدمقراطية وحزب التعايش وحزب العدالة الاجتماعية. حزب العمل فقد مصداقيته نهائيا، فبعد أن فضل وزارة "الأمن" على وزارة المالية، وبعد أن كان جزءا من قرار انزال الضربات الاقتصادية بجمهور الفقراء في هذه الدولة، يأتي الآن ويوافق على دخول ليبرمان الحكومة، وجلوسه الى جانبه فيها، ويستعمل الجماهير العربية حجة، وكأن حزب العمل هو حامي حمى هذه الجماهير.
لا يا بيرتس ويا بن اليعيزر، فهذه الجماهير تعرف كيف تحمي نفسها وتعرف كيف تقف سدا امام الفاشية. فبالنضال الدمقراطي الحقيقي الى جانب اليهود التقدميين الدمقراطيين، يمكن لجم الفاشية، وليس بالجلوس الى جانبها، واحتضانها!

الأثنين 30/10/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع