آن الأوان للعمل الجدي والحقيقي على صد المشاريع العنصرية
بـيـن لـيـبـرمـان وبـيـرتـس!

حدثت في الايام الثلاثة الأخيرة تطورات ذات أهمية بالغة بالنسبة للجماهير العربية في اسرائيل، على الساحة السياسية، فقد تم الاتفاق رسميا بين رئيس الحكومة ايهود اولمرت، وبين الفاشي المافون افيغدور ليبرمان، على ضم حزب هذا الاخير، يسرائيل بيتينو، الى الحكومة، ومنح ليبرمان منصب وزير "التهديدات الاستراتيجية"، على الرغم من مواقفه المعروفة والتي يحاول من خلالها نزع الشرعية عن المواطنين العرب في اسرائيل، بالاضافة الى مشاريعه العدوانية الخطيرة، التي جسّدتها في حينه مقولته الشهيرة الداعية إلى قصف أسوان وطهران!!
ومن الأهمية بمكان التذكير بأن هذا المتطرف يدعو علنا الى طرد المواطنين العرب من ديارهم، في غالبية الحالات، أو الى نزع مواطنتهم بسبب "عدم ولائهم للدولة"، أو الى تبادل الاراضي، حيث يتم "نقل" المثلث الشمالي الى الاراضي الفلسطينية، مقابل ضم المستوطنات في هذه الاراضي المحتلة!
إن هذه المواقف هي مواقف عنصرية بامتياز، وضم حامليها الى الحكومة يعد استهتارا بالمواطنين العرب، وبحقهم بالبقاء على ارضهم، وبحقهم بالمساواة القومية والمدنية، ولا يخفف من هذا الاستهتار أي تصريح جاء لتجميل هذه العنصرية، أو أي وعد بصد مشاريع ليبرمان من داخل الحكومة، فكل هذا ضريبة كلامية ليس الا.
ضم ليبرمان الى الحكومة يؤكد أن حكومة اولمرت لا تحمل اية أجندة سلامية، أو أي برنامج يقود الى الاستقرار في هذه المنطقة التي عانت من سفك الدماء سنين طوال. وعلينا أن نشير الى الحقيقة بأن نوع الحقيبة الوزارية التي سلمها اولمرت الى ليبرمان تدل على النوايا الحربجية التي تبيتها هذه الحكومة.
وفي هذا السياق، لا نستغرب قبول بيرتس ببقاء حزب العمل في الحكومة على الرغم من ضم ليبرمان اليها، فهذا الذي تخلى عن الاجندة الاجتماعية مقابل وزارة "الأمن" التي اعتقد أنها ستقوده الى كرسي رئيس الحكومة، لن يقوى على اشتراط بقاء حزبه في الحكومة بعدم ضم ليبرمان اليها، فقد اثبت بيرتس للجميع أنه غير مؤهل لقيادة حزب العمل نحو توجه سلامي حقيقي، ولا نحو أجندة اجتماعية بديلة لسياسة الافقار المستمرة التي تنفذها حكومة اولمرت.
ولن ينجح بيرتس بخداع الجماهير العربية التي تعرف امثاله، وعانت الأمرّين من قيادات الحكومات السابقة، التي كانت بغالبيتها من حزب العمل، ولن ينجح في جذب الجماهير العربية نحوه ونحو حزبه، عندما يعلن أن بقاءه في الحكومة مرهون بانتهاج سياسة تفضيلية لصالح الجماهير العربية، فكل هذا ضرائب كلامية، سمعنا الكثير منها قبل بيرتس، وسنسمعها بعده.
آن الأوان للعمل الجدي والحقيقي على صد المشاريع العنصرية التي تأتي الآن مختومة بختم الحكومة، وبمبادرة الوزير لشؤون "التهديدات الاستراتيجية"، وهذا النضال عليه أن يكون عربيا يهوديا، حتى تفهم السلطة أن عنصريتها مرفوضة ولن تمر.


"الإتـــــــــحــــــــــــــــــاد"

الخميس 26/10/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع