فغروب ادارة بوش العربيدة يخدم مصلحة الشعب الامريكي
بـوش يعتـرف بالهزيمـة ولكـن!

أُضطر الرئيس الامريكي، جورج دبليو بوش، ان يعترف من خلال تصريح له امس الاول، بصعوبة الاوضاع التي يواجهها جيش الاحتلال الامريكي في العراق المحتل، وشبّه وضع المحتل الامريكي في العراق في الآونة الاخيرة بوضع الجيش الامريكي المحتل في الفيتنام في الايام الاخيرة من وجوده عشية الهزيمة النكراء التي اجبرته على الجلاء يجر ذيل الهزيمة من فيتنام. وتصريح بوش هذا جاء للاستهلاك المحلي الامريكي، ففي امريكا تتسع دائرة المعارضة الجماهيرية للوجود الامريكي الاحتلالي في العراق، وتتصاعد نشاطات الاحتجاج الجماهيري الامريكي التي تطالب بالانسحاب من العراق وترك العراق للعراقيين. كما اصبح من الواضح للرأي العام الامريكي والعالمي مدى فشل الاحتلال الامريكي المتورط في اوحال المستنقع العراقي، في توفير الامن والاستقرار ليس للشعب العراقي فحسب، بل لوجوده الغاشم ايضا.
كما اصبح واضحا ان وجود الاحتلال الامريكي وممارساته الاجرامية ضد الشعب العراقي مصدر الشر والآلام والمعاناة والدماء النازفة يوميا من عشرات العراقيين. فالاحتلال الامريكي وراء تأجيج الاحتراب الطائفي الدموي بين السنّة والشيعة كوسيلة لترسيخ بقائه جاثما على صدر وارض الشعب العراقي. ففي ظل الوجود الاحتلالي الانجلو- امريكي، الذي وعد شعب العراق بالامن والاستقرار، جرى قتل اكثر من ستمئة وخمسة وخمسين الف عراقي وعراقية، غالبيتهم الساحقة من المدنيين الابرياء، من النساء والاطفال والمسنين والشباب. عائلات بأكملها أُبيدت من جراء القصف الهمجي الامريكي للاحياء السكنية العراقية. ورغم الثمن الغالي جدا الذي يدفعه الشعب العراقي من دماء ابنائه مهرا لحريته فانه حوّل ارض العراق الى نار مقاومة تحت اقدام المحتلين، مقاومة يتسع نشاطها ويزداد باستمرار موقِعة افدح الخسائر في صفوف قوات الاحتلال.
فمنذ بداية شهر تشرين الاول الجاري قتل اكثر من ستين جندي احتلال امريكي اضافة الى قتل المئات من عملاء الاحتلال، ولعل هذه الخسائر الفادحة التي لم تعد تخفى عن انظار الرأي العام الامريكي، كانت الدافع، احد العوامل التي دفعت الرئيس بوش الى اطلاق تصريحه الذي يشبّه من خلاله وضع القوات الامريكية عشية الهزيمة في الفيتنام بوضع القوات الغازية الاحتلالية الامريكية التي يمرغ انفها هذه الايام في اوحال المستنقع العراقي. وبوش اراد من وراء هذا التصريح الايحاء للرأي العام الامريكي بأن في نية الادارة الامريكية التي يمسك برسنها الحزب الجمهوري الانسحاب من العراق، ولكن متى وكيف لم يحدد عمدا. فقد اراد من وراء هذا التصريح الاستهلاك المحلي الامريكي، خاصة قبل اقل من ثلاثة اسابيع على الانتخابات البرلمانية للكونجرس ولمجلس النواب الامريكي، جاء لرفع اسهم الحزب الجمهوري المنهارة بسبب الاحتلال الامريكي للعراق والجرائم التي يرتكبها ضد الشعب العراقي، اضافة الى جرائمه بدعم العدوان الاسرائيلي الهمجي على لبنان وفلسطين المحتلة منذ السبعة والستين.
ما نأمله ان تكون نتائج الانتخابات البرلمانية الامريكية مؤشر خير تبشر معطياتها بهزيمة حزب وادارة عولمة ارهاب الدولة الامريكية المنظم. فغروب ادارة بوش اليمينية المحافظة ونهجها البلطجي العدواني العربيد يخدم مصلحة الشعب الامريكي ومصلحة البشرية وبلدانها وشعوبها جميعا.

الجمعة 20/10/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع