احتكار اسرائيل يشجع على سباق تسلح نووي
كوريا الشمالية تدخل النادي العالمي النووي

أقامت الادارة الامريكية الدنيا ولم تقعدها تحريضا على كوريا الشمالية التي اجرت تجربة نووية ناجحة، ونجحت بذلك ان تدخل نادي او منتدى الدول السبع التي تنتج وتمتلك ترسانة نووية. كما انتقدت هذه الخطوة الكورية الشمالية مختلف الانظمة بما في ذلك الاعضاء الدائمون في مجلس الامن الدولي. وبناء على الطلب الامريكي سيعقد مجلس الامن لاتخاذ اجراءات وعقوبات ضد كوريا الشمالية. وتظهر المواقف المتباينة بين موقف الولايات المتحدة الامريكية التي تطالب بفرض اقسى العقوبات وفقا للبند السابع من وثيقة الامم المتحدة، بما في ذلك العقوبات العسكرية، أي شن عدوان عسكري على كوريا الشمالية، وبين موقف الصين وروسيا المجاورتين لكوريا الشمالية وتربطهما بها علاقات متينة اقتصادية وتجارية، فهما يعارضان أي اجراء عسكري ضد كوريا الشمالية ويوافقان على عقوبات اقتصادية "متّزنة" و"حكيمة" كما تؤكد الصين، مع مواصلة المفاوضات مع كوريا الشمالية حول ملفها النووي.
ان موقفنا من السلاح النووي وغيره من اسلحة الدمار الشامل مبدئي وواضح، اننا من اجل نزع شامل لمختلف اسلحة الدمار الشامل، من اجل منع انتشار وانتاج هذه الاسلحة المدمرة للحضارة البشرية. ولكن من يشجع عمليا بعض الانظمة والبلدان على اللجوء الى الخيار النووي هي استراتيجية البلطجة العدوانية الامبريالية، وخاصة الامريكية، التي تهدد امن وسيادة العديد من البلدان والشعوب. فاصابع الامبريالية كانت وراء تشجيع الهند وباكستان بالسر وعلانية، على انتاج وتطوير السلاح النووي كعامل لنسف الاستقرار في جنوب شرق آسيا، وخاصة على الحدود مع الصين. اما بالنسبة لكوريا الشمالية فانها تواجه حصارا اقتصاديا وسياسيا من قبل الولايات المتحدة الامريكية، وتهديدا امنيا من القواعد العسكرية الامريكية، الوجود الامريكي العسكري المكثف في كوريا الجنوبية واليابان.وربط نظام كوريا الشمالية مشروعه النووي بازالة المخاطر التي تهدد امن بلاده، وعلى هذا الاساس دخل المفاوضات في اطار اللجنة السداسية المكونة من روسيا والصين وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة. ولكن التعنّت الامريكي ورفضه رفع الحصار عن كوريا الشمالية قد افشل المحادثات وواصلت كوريا برنامجها النووي واجرت تجربتها الاولى كوسيلة ضغط سياسية لتأمين امنها ورفع الحصار عن بلادها.
كما ان موقفنا من السلاح النووي وغيره من اسلحة الدمار الشامل ينطلق من رفضنا للمعايير المزدوجة وللانتقائية في هذا الموضوع الهام. فالادارة الامريكية التي تنشط في التحريض على كوريا الشمالية وفي تهديد ايران لانها تطور برنامجها النووي للاغراض السلمية، هذه الادارة نفسها تغض الطرف ولا تحرك ساكنا في وقت يخزن فيه حليفها الاستراتيجي- اسرائيل، ترسانة نووية تقدر باكثر من مائتي قنبلة ذرية، وفي وقت ترفض فيه حكومات اسرائيل المتعاقبة والحالية اخضاع منشآتها النووية للمراقبة الدولية، كما ترفض التوقيع على معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية، فاحتكار اسرائيل وبدعم من الامبريالية الامريكية، للسلاح النووي، يشجع على سباق تسلح نووي في المنطقة من بلدان اخرى لكسر هذا الاحتكار العدواني. ولهذا فان مصلحة جميع شعوب المنطقة والعالم تستدعي تصعيد الكفاح لتجريد الشرق الاوسط وكل عالمنا من اسلحة الدمار الشامل، ولا يمكن فصل هذا النضال عن النضال ضد المخططات العدوانية للامبريالية، وخاصة الامريكية.

الخميس 12/10/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع