رئيس الحكومة شرشوحا لديه!
ليبرمان وحلم الرايخ الرابع؟!

دخول أفيغدور ليبرمان وحزبه، يسرائيل بيتينو، الى الحكومة بات قاب قوسين أو أدنى على ما يبدو، خاصة بعد لقائه الحميم مع رئيس حزب شاس، إيلي يشاي، في عريشة هذا الأخير، فيما يلتزم عمير بيرتس، وشلته في "العمل" الصمت وفاء منهم لدور الشراشيح الذي اتخذوه لهم، حبا وطواعية!
ليبرمان على أعتاب الحكومة اذن، وهذه ليست المرة الأولى، إلا أننا لا نعتقد بأنها ستكون كما في كل المرات السابقة، فهو هذه المرة لن يكتفي بدور النمرود الذي سيستقيل من الحكومة بعد فترة وجيزة احتجاجا على "ميوعة" الحكومة، و"تخاذلها" في محاربة "الارهاب" وما شابه ذلك من تبريرات، وبذلك يرفع أسهمه في أوساط اليمين ومعها تورّم قوته السرطاني المجنون في المجتمع الاسرائيلي!
قد يلعب ليبرمان هذا الدور هذه المرة أيضا لكنه لن يكتفي به، وهو يدرك قراءة الخارطة جيدا: حزبه لا يعد 11 عضو كنيست فقط، الأمر الكفيل بتعزيز الحكومة بشكل جدي، انما، وهو الأهم، يمنح الحكومة غطاء يمينيا من النوع البشع، وهو ما يحتاج اليه رئيس الحكومة إيهود أولمرت تعويضا عن بهدلته المجلجلة ابان فشل العدوان على لبنان.
هذه الوضعية ستسمح لليبرمان أن يمارس هوايته التي يتقنها اتقان الجرذان وسائر القوارض: قضم الهامش الدمقراطي في البلاد وتشويهه ليصير أكثر ضيقا من استيعاب المواطنين العرب والتقدميين اليهود، وهو بذلك ماض ببناء الرايخ الرابع، وكل ما في تجربته يعيد الى الأذهان التجربة الألمانية البائسة، غداة الحرب العالمية الأولى، فجنون القوة هو هو والشعور بالهزيمة هو هو، وتأجيج المشاعر المجنونة هو هو. اذن، فهنالك من يحاول تعمير الرايخ الرابع، على أرض الميعاد، وهنا لا يعود متسع للتخاذل أو التقاعس، هنا لا متسع الا للتشمير عن السواعد وردء خطر الفاشية الذي بلغ مؤخرا قمة جديدة.
الآن الآن وليس غدا، قبل أن تجر المنطقة الى حرب جديدة، وقبل أن يتوج ليبرمان نفسه رئيسا للدولة، وقد أصبح رئيس الحكومة شرشوحا لديه!
الأربعاء 11/10/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع