كأنه الآمر الناهي في شؤون العباد والاسرة الدولية
فـدعـرة استعماريـة سافـرة !

عاد نظام بوش الى تصعيد التحريض الارعن ضد النظام السوري، ففي لقاء تم قبل عدة ايام بين الرئيس الامريكي وبين مسؤولين اوروبيين شن جورج دبليو بوش حملة تحريضية هوجاء ضد النظام السوري، متهما اياه بأنه يعرقل الامن والاستقرار في لبنان والعراق من خلال دعم حزب الله وتصدير السلاح له وفتح الحدود السورية لعبور قوى مقاومة للوجود الاحتلالي الانجلو- امريكي في العراق. وبوقاحة عربيد استعماري بلطجي، كأنه الآمر الناهي في شؤون العباد والاسرة الدولية، يصرح بوش الصغير انه لا مفاوضات بين اسرائيل وسوريا حول هضبة الجولان السورية المحتلة، وانه يشير على اسرائيل بعدم التفاوض مع نظام بشار الاسد حول تسوية سلمية، خاصة وان الاسد في "حلف الشر" مع ايران وحزب الله!!!
من المظاهر البارزة التي ترافق الهجمة الاستراتيجية الامبريالية الامريكية على المنطقة وعالميا، ان ادارة بوش اليمينية المحافظة تعمل على دفع عجلة الاستعمار الجديد، لضمان هيمنتها، عن طريق التدخل المباشر في الشأن الداخلي للدول الاخرى، واللجوء الى منطق الفدعرة بالقوة البلطجية العسكرية والتهديد بالعدوان لكل من يعصي او يقف في طريق اوامر او املاءات الادون الاستعماري الجديد. فبوقاحة استعمارية سافرة تتدخل ادارة بوش في الشأن الداخلي الفلسطيني وتمارس الضغوطات لاملاء وفرض حكومة فلسطينية مرضي عنها امريكيا واسرائيليا، وعدم ترك هذا الموضوع لمعالجة اهله الذين يخصهم هذا الامر. وهذا كان احد اهداف جولة وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس، في المنطقة، فقد جاءت لبلورة حلف وتحالف سياسي مع الانظمة العربية المدجنة امريكيا واسرائيليا والعمل على جذب السلطة الوطنية الفلسطينية الى حظيرة هذا التحالف. والعمل على وضع السم في الدسم للسلطة الفلسطينية من خلال خلط الاوراق، وكأن التحالف مع الانظمة العربية "المعتدلة" واسرائيل تحت الرعاية الامريكية موجه لمواجهة خطر العنف والارهاب من ايران وسوريا وحزب الله وحماس!! ولهذا اذا ارادت السلطة الفلسطينية دفع عجلة العملية السياسية واستئناف التفاوض السياسي مع حكومة الاحتلال الاسرائيلي فعليها الاطاحة بحكومة "حماس" الارهابية، اما بإقالتها او بإجراء انتخابات جديدة يساهم المحتل والاذرع الامريكية الطويلة في عملية اسقاط حماس في هذه الانتخابات!!! انها مؤامرة قذرة يجري نسج خيوطها في دهاليز التآمر الامريكي- الاسرائيلي وبتواطؤ بعض انظمة الخمة العربية، مؤامرة تستهدف تفجير صراع دموي فلسطيني- فلسطيني، حرب اهلية فلسطينية- فلسطينية تذفن نيرانها الحقوق الوطنية الفلسطينية وترسّخ اقدام الاحتلال الاستيطاني الاسرائيلي الجاثم على صدر وارض الشعب العربي الفلسطيني.
كما تبرّر الفدعرة الاستعمارية السافرة في الموقف الامريكي- البريطاني الذي يستهدف تقسيم الدولة الوطنية السودانية تحت يافطة وضع قوات دولية في دارفور للمحافظة على امن سكانها!! طرح القضية وكأنها انسانية ولكنها من حيث المدلول السياسي مؤامرة استعمارية للهيمنة على هذا الاقليم الغني بالثروات الطبيعية من نفط ويورانيوم وغيرهما. ويستغل المستعمرون الجدد الهُوية الدينية لاهالي دارفور لتمزيق اوصال الوحدة الوطنية السودانية، تماما كما يمارسون هذه السياسة ويؤججون الفتن والصراعات الطائفية في العراق بهدف تقسيم العراق في نهاية المطاف الى دويلات هشة اثنية وطائفية مربوطة بحبال التبعية السياسية والاقتصادية بمراكز المستعمرين الجدد. ولهذا، فان قضية بلورة وتعزيز الوحدة الوطنية الكفاحية ان كان في سوريا او فلسطين المحتلة او في لبنان ومختلف بلدان المنطقة تعتبر محكا اساسيا في مواجهة وافشال المؤامرات الاستعمارية الجديدة ضد مصالح الشعوب والبلدان.

 

"الإتــــــحـــــاد"

الأحد 8/10/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع