كلمة <<الاتحاد>>:
نضم صوتنا الى أصوات المائتي شخصية فلسطينية

وقّعت مائتا شخصية فلسطينية، من الشخصيات البارزة في شتى المجالات، على رسالة موجهة الى الرئاسة الفلسطينية والى الحكومة الفلسطينية، الى الرئيس ياسر عرفات والى رئيس الحكومة محمود عباس، تناشدهما من خلالها على حل الخلافات القائمة بينهما والاتفاق على برنامج عمل يضمن التعاون بينهما لما فيه خدمة المصلحة العليا للشعب الفلسطيني ومواجهة التحديات المصيرية في المرحلة الراهنة من التطور والصراع. فمن يستفيد من هذه الخلافات ويؤجج نيرانها هو المحتل الاسرائيلي وسنده الامريكي. فتحت يافطة دعم وتعزيز مكانة محمود عباس والحكومة الفلسطينية يجري تدخل فظ امريكي واسرائيلي في الشأن الداخلي الفلسطيني وبشكل يهدد بانهيار آخر مدماك من بنيان السلطة الفلسطينية وبمصادرة الحق الفلسطيني الشرعي بالتحرر والاستقلال الوطني.
وتبرز الاكاذيب والادعاءات الاسرائيلية والامريكية الباطلة بانها تعمل لتعزيز مكانة رئيس الحكومة محمود عباس ووزير شؤون الامن في حكومته، محمد دحلان. جميع الممارسات الاجرامية الاسرائيلية من تصعيد عمليات الاغتيالات الدموية واجتياح المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية وقتل المدنيين وتدمير المنازل والمزروعات ونسف قواعد الهدنة الفلسطينية وعدم اطلاق سراح الاسرى، جميع هذه الجرائم وغيرها لا تعزز مكانة محمود عباس بين جماهير شعبه بل تعرقل مهمته وتقود الى افشاله والى عزلته جماهيريًا، وهذا ما يقصده المحتل. فالاحتلال الاسرائيلي يراهن على تفجير الاوضاع داخل البيت الفلسطيني وإلهاء الفلسطينيين بخلافات داخلية وان امكن بحرب اهلية دموية فلسطينية - فلسطينية تصرف الانظار عن وجود محتل غاشم يجثم على صدر الارض الفلسطينية والحق الفلسطيني وتخلّف الظروف المواتية لتنفيذ برنامج شارون الاستعماري الاستيطاني بدفن حق اقامة الدولة الفلسطينية المحتلة وتخليد الاحتلال والاستيطان.
ويعمل المحتل الاسرائيلي وسنده الامريكي على استغلال الخلافات داخل البيت الفلسطيني لاظهار بأن العقبة الاساسية التي تعترض طريق تقدم ابي مازن في العملية السياسية هو الرئيس ياسر عرفات. ويلعبون بهذه الورقة بهدف قطف رأس ثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية وذلك من وراء قطف رأس عرفات وما يمثله عرفات وابو مازن. حتى من قد يحاكم بتهمة ارتكاب جرائم حرب، شاؤول موفاز، وزير "الامن" في حكومة جنرال المجازر، يصرح بأنه لا مفر من طرد عرفات في القريب العاجل وحتى قبل نهاية هذا العام. ومن يريد طرد عرفات فإنه عمليًا يطرد اي احتمال لتسوية سياسية مع الشعب الفلسطيني ويفجّر ارض الصراع نارًا ودمًا.
اننا نضم صوتنا الى اصوات المائتي شخصية فلسطينية الى اصوات جميع انصار التسوية السلمية، اصوات أنصار الحق الفلسطيني المشروع واعداء الاحتلال الاستيطاني، مطالبين الرئاسة الفلسطينية والحكومة الفلسطينية، مطالبين ياسر عرفات ومحمود عباس ان صادروا ورقة التهلكة الاسرائيلية - الامريكية ولا تجعلوا اعداء شعبكم وحقوقه الشرعية ينجحون في رهانهم على خلافاتكم لتمرير مؤامرة تصفية الحق الفلسطيني المشروع بالتحرر والاستقلال الوطني. مصلحة ردع العدوان الدموي وكسب التضامن الدولي الى جانب الحق الفلسطيني والتقدم نحو التسوية السياسية لانقاذ الشعب الفلسطيني من ذئاب الاحتلال تستدعي حالا وسريعًا التوصل الى لغة تعاون مشتركة بين عرفات وعباس، بين الرئاسة والحكومة.

("الاتحـاد")
الخميس 2003-09-04


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع