رايس لا تمثل الحل بل تمثل المشكلة

الدعوة التي وجهتها وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليسا رايس في السعودية، لاقامة محور معتدل يدور في فلك الولايات المتحدة الأمريكية ومخططاتها الامبريالية في المنطقة، ونداؤها لدعم الرئيس الفلسطيني ابو مازن، وتعزيز موقعه في المواجهة مع حركة حماس وحكومتها، وتلازم هذه الدعوة مع مطالبتها بدعم رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، في وجه حزب الله، تشكل دعوة خبيثة ومشبوهة، تهدف الى خلط الأوراق، وتشويه صورة الرئيس الفلسطيني، وتأجيج فتيل الاقتتال الفلسطيني الداخلي، والرقص الأمريكي على الدم الفلسطيني في لحظة يعمل فيها أصحاب الضمائر على وقف هذا الاقتتال الاجرامي، وتحريمه ضميريا وانسانيا ووطنيا.
إن تعزيز مكانة الرئيس ابو مازن مرهونة ليس بالدعوة الى تأجيج الصراع والاقتتال الفلسطيني الداخلي، بل بوقف العدوان الاسرائيلي المدعوم أمريكيا على الشعب الفلسطيني، ووقف محاصرة الشعب الفلسطيني وتجويعه، وسرقة أمواله من قبل اسرائيل في عملية لصوصية تشجعها الادارة الأمريكية، وتحرير الاسرى الفلسطينيين الذين استحق تحريرهم، وسحب جيش الاحتلال من المدن الفلسطينية، ووضع حد لعملية التدمير المنهجي للسلطة الفلسطينية وللبنى السياسية الفلسطينية على مدار السنوات الست الماضية، من خلال عدوان اسرائيلي ارهابي غير متوقف، كان من نتائجه وأحد أهم مكاسبه السياسية اسرائيليا وأمريكيا، وصول حماس الى الحكم.
لقد وصلت حماس الى الحكم بفعل سياسة الاحتلال المنهجية للقضاء على أي افق سياسي ومنع أي انجاز وطني أو مدني عن السلطة الفلسطينية، وعزلها ومحاصرتها وتهميش دورها. وأصبح وصول حماس الى الحكم نقطة الارتكاز في اعادة انتاج سياسة الاحتلال المدعومة أمريكيا لتهميش القضية الفلسطينية وعزلها والهروب من الحل السياسي واعادة انتاج العدوان وتحطيم أي أمل بسلام عادل بحجة غياب شريك فلسطيني.
فإسرائيل وأمريكا تعتبران أن وصول حماس الى الحكم يشكل فرصة ذهبية لتهميش القضية الفلسطينية وتغييب مسألة الاحتلال ونقل الصراع الدموي الى الساحة الفلسطينية، وتأجيج الفتنة و"الحرب الأهلية" التي طالما طالبت أمريكا واسرائيل باندلاعها، شرطا للتحرك السياسي. ومن المؤسف أن تختار حكومة هنية اللعب في المربع الذي خطط له الاحتلال.
إن تعزيز مكانة الرئيس الفلسطيني، لا تمر عبر المحاور "المعتدلة" الدائرة في فلك العدوانية الأمريكية على المنطقة، بل تمر عبر تعزيز الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، ووقف ارهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، والتعامل باحترام مع الدمقراطية الفلسطينية، وانهاء الاحتلال والاستيطان، واسقاط جدار الفصل العنصري، وبناء الاستقلال الوطني الفلسطيني في دولة ذات سيادة في حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ونعيد التأكيد هنا ان سياسة الولايات المتحدة الأمريكية ليست جزءا من الحل وانما هي المشكلة.

الأربعاء 4/10/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع