ممارسات الزعامات العربية التي لا تخدم مصالح شعوبها
قناة لتمرير مخططات الامبريالية الأمريكية

يلتقي اليوم الرئيس المصري حسني مبارك، والملك الأردني عبد الله، في "مسعى منهما لاعادة العملية السلمية الى مسارها الصحيح"، حسبما قالت صحف مصرية صادرة أمس.
وبالاضافة الى هذا اللقاء، تصل وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، الى القاهرة بعد غد الثلاثاء، للقاء ستة وزراء عرب، ويهدف اللقاء ايضا الى ما قال الناطق بلسان وزارة الخارجية الأمريكية أنه "اعادة العملية السلمية في الشرق الأوسط الى مسارها"!!
كما نرى، فإن هنالك تكثيف للنشاطات الدبلوماسية الدولية في منطقة الشرق الأوسط، من أجل اعادة اطلاق العملية السياسية التفاوضية.
ولكن.. هنالك أمر علينا الانتباه اليه. ما يجعل هذا النشاط يصب في غير صالح شعوب المنطقة، أنه يأتي على خلفية مخططات امبريالية أمريكية لاعادة تقسيم المنطقة وقف أهواء ومصالح الولايات المتحدة.
فقبل ايام، نشر في الصحف الأمريكية عن لقاء (أو كما أسمته هذه الصحافة: قمة)، قد يجريه بوش مع الزعماء العرب "المعتدلين"، لدفع عجلة العملية السياسية في الشرق الأوسط الى الأمام، وكان بوش "محتارا" هل يعقد هذا اللقاء في الولايات المتحدة، أم في إحدى الدول العربية "المعتدلة" (أو بالتسمية الأدق: العميلة للمصالح الأمريكية).
وبالاضافة الى هذه النشاطات، فقد كشفت الصحافة، ايضا في الايام الأخيرة، عن لقاءات متعددة عقدها مسؤولون اسرائيليون مع مسؤولين عرب، من دول تعرّف في القاموس "الأمني" الاسرائيلي "عدوة"، فقد التقى اولمرت مع الملك السعودي في السعودية، والتقت تسيبي ليفني مع وزير الخارجية العماني في نيويورك... وكانت هناك لقاءات أخرى لا نعرف عنها بالتأكيد.
ويطرح السؤال: ما هو سر النشاط الدبلوماسي المكثف المتعلق بالقضايا العالقة في الشرق الأوسط؟ وهل تقوم الدول العربية "المعتدلة" بدور يقود الى تثبيت اقدام الولايات المتحدة في المنطقة، بعدما تلقت السياسة الأمريكية ضربات متتالية وشديدة في مواقع عدة في الشرق الأوسط؟ وهل تتساوق هذه الدول العربية بالاسم، والتابعة للولايات المتحدة في مصالحها وسياستها، مع المخططات الامبريالية التي تضعها الولايات المتحدة للمنطقة، وتشكل قناة لتمرير هذه المخططات؟
علينا العودة الى التأكيد مرة أخرى أن الحل السياسي الذي يجب وضعه لقضايا المنطقة كلها، يجب أن يخدم المصالح الحقيقية للشعوب المتصارعة، دون أن يخدم مصالح الامبريالية الأمريكية.
نحن على ثقة بأن ممارسات الزعامات العربية التي لا تخدم مصالح شعوبها، بل تخدم مصالح أمريكا وبالتالي جيوبها، لن تمر دون رد من الشعوب العربية التي تمهل ولا تهمل...

الأحد 1/10/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع