انطلقت الغربان الامريكية اللبنانية الهُوية بنعيقها ضد المقاومة اللبنانية وحزب الله وسوريا
ألصـّـراخ عـلـى قدر الـوجـــع

عادت الادارة الامريكية وخدام سياستها العدوانية في المنطقة، الى تصعيد لغة التهديد وبلطجة القوة ضد سوريا، وكيل الاتهامات الى النظام السوري والتلويح بفرض عقوبات على سوريا، واصبحنا ندرك جيدا، انه في كل مرة تتصاعد فيه لهجة التهديد والتحريض ضد سوريا، فهذا يعكس من حيث المدلول السياسي ان المخطط الاستراتيجي العدواني الامريكي- الاسرائيلي ضد شعوب وبلدان المنطقة في مأزق،  وان الصخرة السورية صامدة وعصيّة على الاختراق الامريكي، ففي يوم الاثنين من هذا الاسبوع، وفي مقابلة صحفية  اجرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" الامريكية مع وزيرة الخارجية الامريكية، كوندوليزا رايس، نعقت غراب البين هذه كفرا ودجلا. فقد صرحت بان سوريا تقوم بدور زعزعة الاستقرار في لبنان والعراق ومساندة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في فلسطين المحتلة. وانه، بناء على هذا الادعاء المزعوم  تدرس ادارة عولمة ارهاب الدولة الامريكية المنظم فرض اجراءات اقسى، عقوبات اشد وطأة  على سوريا اذا لم ترتدع، وان ادارة بوش تقوم بحملة دبلوماسية- سياسية لاقناع حلفائها بدعم  فرض عقوبات جديدة على سوريا!! فمن حيث المدلول السياسي فان تصريح رايس يعكس عمليا العديد من الحقائق، اولها،  انه بمثابة ضغط وتهديد لسوريا لابتزاز تنازلات في موقفها السياسي المناهض للهيمنة الامريكية- الاسرائيلية في المنطقة، وبهدف تدجين النظام السوري في الحظيرة الامريكية. كما انه يعكس ثانيا مدى ازمة الاحتلال الامريكي في العراق وفشل المحتلين في ضمان امن الاحتلال واستقراره الذي يتورّط في اوحال المستنقع العراقي وفي انتشار الفوضى العارمة وجهنم الصراعات الطائفية التي يغذيها ويؤججها المحتل الانجلوامريكي. وتريد القاء فشل احتلالها في مواجهة المقاومة العراقية على الشمّاعة السورية، وكأن سوريا تدعم  "المتمردين" العراقيين على حدّ تعبير رسولة الاستعمار الامريكي الجديد، كوندوليزا رايس. كما يعكس ثالثا فشل التدخل الامريكي في الشأن الداخلي اللبناني في بلورة توازن قوى جديد، موازنة جديدة في لبنان بعد الحرب اللبنانية الاخيرة ترجّح كفة عملاء وخدام امريكا وتكسر شوكة المقاومة اللبنانية والقوى الوطنية اللبنانية المناهضة لتدجين لبنان امريكيا- اسرائيليا.
 ولهذا ليس من وليد الصدفة انه في الوقت الذي كانت فيه رايس تنعق بتصريحها ضد سوريا، في هذا الوقت وبعده بيومين  انطلقت الغربان الامريكية اللبنانية الهُوية بنعيقها ضد المقاومة اللبنانية وحزب الله وسوريا، استمعنا الى جعجعة سمير جعجع والى كفر وليد جنبلاط وطنيا والى تشدّق سعد الحريري  بالاباطيل ضد حزب الله وسوريا. اما  رابعا، فان اتهام سوريا بمساندة حماس يندرج في اطار الضغوطات لافشال اقامة حكومة وحدة وطنية فلسطينية تحت يافطة ان حماس حركة ارهابية ولا يمكن التعامل مع حكومة فيها حماس، كما يندرج في اطار الضغوطات على سوريا لطرد بعض القيادات الفلسطينية، ومنها بعض قيادات حماس من سوريا.
ان الصراخ على قدر الوجع، كما يقول المثل، فهذا الصراخ يعكس ان المعتدين ومخططهم في مأزق. فمن يزعزع الامن والاستقرار في المنطقة ليس السياسة السورية المنتهجة بل السياسة العدوانية الاسرائيلية- الامريكية في المنطقة، الاحتلال الامريكي في العراق والاحتلال الاسرائيلي للمناطق الفلسطينية وللهضبة السورية ولمزارع شبعا اللبنانية.  من يزعزع الامن والاستقرار هو البرنامج الاستراتيجي الامريكي- الاسرائيلي العدواني للهيمنة في لبنان وباقي بلدان المنطقة. من يزعزع الامن والاستقرار هو موقف اولمرت الذي يؤكد "بان هضبة الجولان جزء لا يتجزأ من دولة اسرائيل" وشن الحرب العدوانية المدعومة امريكيا على لبنان، ويجري التآمر اليوم بعدوان مبيّت ضد ايران. فاوراق سياستكم العدوانية ضد سوريا اصبحت مفضوحة.

الخميس 28/9/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع