فـلـنــغــث أهـلــنـــا
فــي قــطـــــاع غــــــــزة

"حياة الفلسطينيين في قطاع غزة تراجيدية ولا تطاق، اسرائيل حولت قطاع غزة الى سجن وألقت بالمفتاح. في اماكن أخرى كنا سنسمي هذا تطهيرا عرقيا". لم يكن هذا الاقتباس مأخوذا عن ناطق فلسطيني آخر يصرخ في وادي العزلة والاغلاق والمجاعة، انما جاءت هذه التهم الخطرة، من مصدر من المفروض أن يوفر له العالم الأذن الصاغية، كيف لا وهو مندوب الأمم المتحدة الى المناطق المحتلة، جون دوغارد.
في تقريره، لا يكتفي دوغارد بالاشارة الى الأزمة الانسانية الحقيقية في القطاع، والتي نعتقد بأنها أكبر من كل وصف مهما اتسم بالموضوعية والدقة، لكنه يشير الى مسؤولية الدول الكبرى عن هذا الوضع، وبالذات الى تعامل العالم بمكيالين، الأول المتسامح تجاه حكومة اسرائيل والآخر الهجومي، تجاه حكومة الشعب الفلسطيني التي يقر المسؤول الأممي اياه بانها أنتخبت دمقراطيا وبأن ردة فعل العالم لذلك كانت بمثابة فرض عقوبات جماعية.
التقرير يؤكد بأن ثلاثة من كل أربعة مواطنين في قطاع غزة يعتمدون في بقائهم على قيد الحياة (الانتباه رجاء: مجرد البقاء!!) على المنظمات الخيرية العالمية، وعلى الاغاثة الغذائية.
كما يؤكد التقرير ما يدركه كل ما لم يصب بالعمى الأمريكي بأن اسرائيل تتخذ من العقابات الجماعية سياسة منهجية وبفعلها تقتل الأبرياء وتدمر البنى التحتية.
إن هذا التقرير على فظاعته يؤكد مدى صحة موقف الحزب الشيوعي والجبهة وصحيفة "الاتحاد" الذي أيد من جهة اخلاء كل البؤر الاستيطانية في قطاع غزة ولكنه عارض وحذر من كل خطوة احادية الجانب، وهكذا فإن خطة فك الارتباط المشؤومة، كانت مجرد تحرر للاحتلال من مسؤولياته دون المس بأي من صلاحياته أو توفير أي من الحقوق للشعب المأسور في وطنه!
التقارير الواردة من قطاع غزة، النازفة فقرا ومجاعة وبطالة تفيد بأن شهر رمضان هذا هو الأصعب على أبناء غزة منذ 40 عاما على الأقل، وتفيد بأن الشهر الفضيل ظل عالقا مع "المقيمين غير القانونيين" على عند معبر رفح..
ورغم ذلك، يظل الأمل قائما ما دامت جدرانهم وحواجزهم وهراواتهم عاجزة عن سد الطريق أمام الهلال وأمام الضوء في آخر النفق..
ولكن من قال أنه بالهلال وحده تحيا الشعوب؟!
فلنهب الى نصرة شعبنا الفلسطيني، الى اغاثته ومقاسمته الرغيف، ليس من منطلق الشفقة و"الانسانية" انما لنؤدي بعضا من واجبنا الوطني والأخلاقي في دعم شعبنا ومناصرة قضيته. ويظل الدعم السياسي، والمعنوي التوعوي هو الأول وهو السيد!

الأربعاء 27/9/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع