إما خيار الوحدة الوطنية واما الفرقة والشرذمة والفتنة
لا تـخـيـّـبـوا أمـل شـعـبـكـم - شـعـبـنـا بـكــم !

إعلان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بعد عودته من المشاركة في الجمعية العمومية للامم المتحدة ومحادثاته مع الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش، اعلانه " اننا عدنا الى نقطة الصفر" فيما يتعلق بموضوع اقامة حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، هو اعلان ينذر بمخاطر جدية مرتقبة. فقد جاء هذا الاعلان على خلفية اعلان قادة حماس، ورئيس الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية، عدم الموافقة على ما صرح به الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بأن حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي ستقوم ستتبنّى شروط اللجنة الرباعية الاملائية وبضمنها الاعتراف باسرائيل واحترام الاتفاقات السابقة بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية والكف عن ممارسة العنف!!
 لقد عبّرنا في "كلمة الاتحاد"، عندما أعلن الرئيس ابو مازن ورئيس الحكومة اسماعيل هنية عن الاتفاق باقامة حكومة وحدة وطنية فلسطينية، عن سرورنا وترحيبنا بهذا الاتفاق الذي يصادر عمليا الكثير من التبريرات الديماغوغية التي يلجأ اليها المحتل الاسرائيلي، لمواصلة جرائمه الهمجية وفرض حصاره التجويعي على المناطق المحتلة، وتحت يافطة عدم التعامل مع حكومة حماس "الارهابية"، كما ان هذا الاتفاق يستطيع تجنيد اوسع التضامن العالمي مع الحقوق الوطنية الفلسطينية خاصة، وانه اصبح للشعب الفلسطيني عنوان واضح المعالم، هو موجود دائما- م.ت.ف- لا تستطيع حكومة الاحتلال الاسرائيلي وسندها الامريكي تجاهله. كما ان هذا الاتفاق يعترف ضمنا بحق اسرائيل في الوجود، بالرغم من انه منذ اتفاقات اوسلو "المرحومة" قبل ثلاث عشرة سنة جرى اعتراف متبادل بين حكومة اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية. اذا كان الاتفاق بين السلطة والحكومة، بين حماس وفتح، جاهزا وكان ينتظر التوقيع عليه والاعلان عنه، فما الذي ادى الى انفجار الازمة من جديد والعودة الى نقطة البدء كما صرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس؟!
برأينا، ان الفاعل الاساسي للازمة هو تحالف الشر الاسرائيلي- الامريكي الذي عمل ونشط منذ الاعلان عن بلورة اتفاق الوحدة الوطنية الفلسطينية على افشاله ومنع اقامته من خلال فرض شروط املائية تطمس جوهر واسباب الصراع الاسرائيلي- الفلسطيني. ففرض الشروط الاملائية الثلاثة المذكورة من قبل بوش وليفني اثناء محادثاتهما مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس اثناء لقائهم في الولايات المتحدة، ليست اكثر من محاولة للابتزاز السياسي من الطرف الفلسطيني، خاصة وان الطرف الفلسطيني اعترف بالكيان الاسرائيلي ومن لا يعترف بكيان فلسطيني ويحتل المناطق الفلسطينية هو اسرائيل. وزيرة خارجية ورسولة ادارة عولمة ارهاب الدولة الامريكية المنظم، كوندوليزا رايس تصرح في مؤتمر صحفي عقدته في الامم المتحدة:" ان المحك للسلام في الشرق الاوسط يكون في ضمان امن اسرائيل"!!! انها قمة الوقاحة والديماغوغية الاستعمارية العدوانية، فمن ينسف قواعد السلام في المنطقة ويهدد امن واستقرار بلدان وشعوب المنطقة هو العدوانية الاسرائيلية المسنودة بالدعم المطلق الامريكي والتي تحتل المناطق الفلسطينية وهضبة الجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية وتساند حليفها العدواني الامريكي في احتلال العراق.
 فمن عليه ان يعترف بالآخر وينفذ الاتفاقات المبرمة ويكف عن ممارسة ارهاب الدولة المنظم هو اسرائيل الرسمية المدعومة امريكيا. ولا تخيبوا يا قادة الشعب الفلسطيني، يا قادة فتح وحماس، يا سلطة ويا حكومة، امل الشعب الفلسطيني فيكم، لا تنزلقوا الى هاوية المصيدة التي يعدها لكم جميعا التحالف الاسرائيلي- الامريكي، فهو لا يزال يراهن على تفجير حرب اهلية دموية فلسطينية- فلسطينية. فما دام الجميع متفقا على عدم التفريط بثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية الشرعية، الحق بالدولة والقدس والعودة، فإن الحكمة تستدعي التكتيك السياسي لتجنيد الاسرة الدولية الى جانب الحق الوطني الفلسطيني المشروع بالتحرر والاستقلال الوطني، ورص صفوف الوحدة الوطنية الفلسطينية الكفاحية في السلطة وفي الشارع الجماهيري، فإما خيار الوحدة الوطنية الممهور ببرنامج سياسي متفق عليه، واما الفرقة والشرذمة والفتنة وحرب اهلية، يراهن عليها ويعد لها اعداء الشعب الفلسطيني.

الأثنين 25/9/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع