انبذ يا شعبنا شياطين مثيري الفتن الطائفية وعزز وحدتك الوطنية الكفاحية ضد ظلاّمك
كلَّ عام وأنتم جميعا بألف خير

نود في البداية ان نتقدم بأحر التهاني الى جميع المسلمين وابناء شعبنا عموما بمناسبة حلول شهر رمضان الفضيل والمبارك، متمنين لهم احلى الامنيات بأن يحل السلام العادل في منطقتنا النازفة دما بعد زوال ظلام وظلمة الاحتلالات الغاشمة الاسرائيلية والامريكية لتنعم شعوب فلسطين والعراق وافغانستان بالحرية الحقيقية والاستقلال الوطني في اطار دول سيادية ترفرف اعلامها الوطنية في اجواء عواصمها. كما نتمنى النجاح التام للكفاح العادل من اجل المساواة القومية والمدنية والعدالة الاجتماعية في بلادنا.
في ظروف كفاحنا ضد سياسة القهر القومي السلطوية المنهجية ضد اقليتنا القومية اعتبرنا ايضا الاعياد والمناسبات الدينية لمختلف الوان نسيجنا الوطني من كل طوائف شعبنا اعيادا ومناسبات وطنية لشعبنا كله. واعداء شعبنا، اعداء جميع الشعوب، ولضرب المصالح الحقيقية للشعوب يصعّدون في السنوات الاخيرة من هجومهم المنهجي لتمزيق لحمة النسيج القومي والوطني في كل بلد من بلدان الدنيا من خلال تأجيج الفتن الطائفية العنصرية لتسهيل تمرير المخططات التآمرية المبرمجة ضد الشعوب وبلدانها والهيمنة لنهب ثرواتها وخيراتها. فمنذ تفجيرات ايلول/ سبتمبر الارهابية في نيويورك وواشنطن في العام الفين وواحد تمارس ادارة طغمة اليمين الجديد في "البيت الابيض" برئاسة جورج دبليو بوش استراتيجية عولمة ارهاب الدولة المنظم للهيمنة كونيا مغلفة، ولاخفاء عورتها، احيانا بشكل سافر واخرى بشكل مبطن، بالضرب على الوتر الديني الحساس، للايحاء وكأن الصراع حضاري وديني، وتوجيه السهام الى العرب والمسلمين والى الدين الاسلامي وكأنهم حملة وعنوان عقيدة الارهاب الممارس. لم تكن زلة لسان من رئيس طغمة الارهاب الدولي المنظم، جورج دبليو بوش، عندما نعت الاسلام بالفاشية، فايديولوجيًا وسياسيًا كبندوق الفكر اليميني- الديني المتطرف يستغل بوش ويوظف توجهه الطائفي العنصري ضد الاسلام والعرب لتبرير استراتيجية العدوان واحتلال افغانستان والعراق ودعم الاحتلال الاسرائيلي للمناطق الفلسطينية والسورية واللبنانية، ونهب نفط العراق وثرواته ومصادرة حرية واستقلال هذه الشعوب. وفي مستنقع اليمين الجديد الآسن تنتعش جراثيم الطائفية العنصرية السامة. ومن المؤسف جدا ان يسبح بابا الفاتيكان في مستنقع بوش المتعفن ويردد عبارات تحريضية عنصرية شمولية ضد المسلمين والرسول العربي الكريم (ص) متهما الدين الحنيف بالعنف والارهاب. وفي وقت لم تهدأ بعد موجة الاحتجاجات العالمية على تصريحات البابا الطائفية البائسة حتى انطلق قبل يومين فاسد ومفسود طائفي عنصري بدبلجة مقالة سافلة في صحيفة " الفيغارو" الفرنسية يصف فيها الرسول الكريم (ص) بانه قاطع طرق وان القرآن الكريم يدعو الى العنف والارهاب.
اننا من تجربتنا الغنية في وطننا في محاربتنا لمشعلي ومؤججي الفتن الطائفية التي تغذيها سلطة القهر القومي، نؤكد ان افضل رد لافشال ودفن دعاة الفتن الطائفية هو تعزيز لحمة الوحدة الوطنية وبغض النظر عن هوية الانتماء الطائفي او العقائدي. فاكثر ما يتمناه ويراهن عليه اعداء الشعوب ان ينجحوا في تحويل الصراع وكأنه صراع   طائفي، وان ينطلق المتعصبون من كل طائفة في اخذ الامور بأيديهم،  يتلاعبون بالمشاعر الدينية، فعل ورد فعل، وفي وقت يخترق فيه مشعلو الفتن الطائفية الصفوف لينفذوا مآربهم التآمرية السوداء   ضد مصالح جميع ابناء الشعب الواحد ومن كل طوائف نسيجه الوطني.  ولهذا فرسالتنا في رمضان الفضيل ان، انبذ يا شعبنا شياطين مثيري الفتن الطائفية وعزز وحدتك الوطنية الكفاحية ضد ظلاّمك.
الجمعة 22/9/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع