كلمة "الإتحاد"
إملاءات إسرائيلية- أمريكية لابتزاز الفلسطينيين سياسيًّا

مجرد الاعلان عن اتفاق الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مع رئيس الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية بإقامة حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية قريبا، مجرد الاعلان عن ذلك اثار حفيظة حكومة الاحتلال الاسرائيلي وسندها وحليفها الاستراتيجي ادارة عولمة ارهاب الدولة المنظم الامريكية. وسارع التحالف الاستراتيجي العدواني الاسرائيلي- الامريكي في محاولة لوضع العراقيل لاجهاض وافشال اقامة حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وفرض شروط املائية بهدف الابتزاز السياسي من القيادة الشرعية الفلسطينية. وهذا ما تجسد من خلال التصريحات التي اطلقتها كل من وزيرة الخارجية الاسرائيلية، تسيبي ليفني، التي تقوم بزيارة تنسيق مواقف مع ادارة بوش، ووزيرة الخارجية الامريكية، كوندوليزا رايس، في المؤتمر الصحفي الذي عقد في "البيت الابيض" امس الاول الاربعاء. فقد اكدت الوزيرتان تطابق الموقف الامريكي مع الاسرائيلي فيما يتعلق بالموقف من حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية المرتقب قيامها. ويتلخص هذا الموقف بفرض شروط املائية على حكومة الوحدة الفلسطينية، مطالبتها بالموافقة على الشروط التي وضعتها اللجنة الرباعية ( الكوارتيت) التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة. وتتضمن الشروط الاملائية الاسرائيلية- الامريكية ان تعترف الحكومة الفلسطينية بحق اسرائيل في الوجود والتخلي عن العنف والقبول باتفاقات السلام الموقّعة بين اسرائيل والفلسطينيين!! وهذا عمليا ومن حيث مدلوله السياسي موقف ديماغوغي لا يستهدف سوى ابتزاز الفلسطينيين سياسيا ووضع العراقيل امام قيام حكومة وحدة وطنية فلسطينية. فمن لا يعترف بحق الآخر بالوجود، بحقه في الحرية الدولة والسيادة المستقلة هي اسرائيل التي تحتل المناطق الفلسطينية وتمارس ارهاب الدولة المنظم ضد الشعب الفلسطيني وقيادته الشعبية المنتخبة دمقراطيا. كما ان الحقائق الساطعة تؤكد انه عندما جرى الاعلان عن الاتفاق بين حماس ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس يوم الاثنين الماضي، فقد تضمن انهما اتفقا على تشكيل حكومة وحدة وطنية على اساس تحالف يقضي بالاعتراف ضمنا بحق اسرائيل في الوجود. كما ان رئيس الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية اكد في اكثر من تصريح له، عاد واكده امس الاول الاربعاء، ان المفاوضات السياسية مع اسرائيل هي من اختصاص منظمة التحرير الفلسطينية صاحبة الصلاحية والمرجعية السياسية للسلطة، والحكومة المخوّلة باجراء التفاوض ويمثلها الرئيس الفلسطيني المنتخب محمود عباس "ابو مازن". ومنظمة التحرير الفلسطينية هي من فاوضت حكومة اسرائيل وجرى الاعتراف المتبادل بينهما، كما جرى توقيع اتفاقات اوسلو التي خرقتها ودفنتها حكومة الاحتلال الاسرائيلي.
لم نفاجأ بالموقف الاسرائيلي- الامريكي الذي يستهدف عرقلة الجهود لاستئناف العملية التفاوضية ورفع الحصار السياسي والاقتصادي التجويعي الهمجي عن الشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة. فالاسراع لاقامة حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية المسلّحة ببرنامج سياسي متفق عليه، هو الرد على موقف تحالف العدوان والانطلاقة لتجنيد الاسرة الدولية، لدعم الحقوق الوطنية الشرعية الفلسطينية ورفع الحصار الاجرامي عن كاهل الشعب الفلسطيني، والضغط على حكومة الاحتلال الاسرائيلي لوقف جرائمها والعودة الى طاولة التفاوض السياسي.

("الإتحاد")

الجمعة 15/9/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع