حان الوقت لمواجهة رأس افعى الارهاب
خمس سنوات على عولمة إرهاب الدولة الأمريكية المنظم

تمر الايام، الحادي عشر من ايلول/ سبتمبر، الذكرى السنوية الخامسة للتفجيرات الارهابية في نيويورك وواشنطن التي حصدت ارواح آلاف الناس الابرياء. ومع ادانتنا الصارخة للعمليات الارهابية التي تستهدف قتل الناس الابرياء من المدنيين كوسيلة للانتقام من انظمة الطغيان، او لتحقيق اهداف سياسية، فإننا نؤكد بأن خلفية ظاهرة الارهاب وغيرها من ظواهر العنف والعنصرية تكمن في جوهر ورحم نظام الاستغلال الرأسمالي العالمي، في جوهر التمييز الصارخ القائم في التقسيم العالمي الرأسمالي للعمل. ولهذا، فإن أي مواجهة جدية، أي معالجة جدية في مواجهة ظاهرة الارهاب، تستدعي موضوعيا الكشف عن مصدر واسباب وخلفية نشوئها وتطورها وانتعاشها، الكشف عن خلفيتها الطبقية- الاجتماعية، عن طابع النظام القهري التمييزي الذي يصادر الحريات الدمقراطية ويمارس سياسة كمّ الافواه والاضطهاد القومي وغير ذلك. وبدلا من الكشف عن اسباب الارهاب وبذل جهد عالمي مشترك لمعالجة هذه الاسباب وكبح جماح الارهاب فقد لجأت ادارة بوش- تشيني- رامسفيلد- رايس، التي تمثل بهويتها الايديولوجية- السياسية- الطبقية اكثر القوى اليمينية الامريكية رجعية وتطرفا، الى استغلال تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر ألفين وواحد كوسيلة وكمبرر لاخراج برنامجها الاستراتيجي المعد سلفا للهيمنة كونيا، وخاصة في المناطق الهامة استراتيجيا من ناحية اقتصادية، وذلك تحت ستار شن حرب كونية ضد الارهاب، وشرعنت الادارة الامريكية لنفسها حق احتكار تحديد مفهوم الارهاب بأن "كل من ليس معنا فهو ضدنا". وخلطت بهذا المفهوم الاوراق بين مفهومين متناقضين، بين المقاومة والارهاب. وحسب هذا المفهوم فكل من يناهض او يعادي السياسة الامريكية المنتهجة او يُعتقد انه يتواطأ مع اعداء السياسة الامريكية، فإنه ارهابي ويهدد الامن القومي الامريكي حتى لو كان من سكان بلاد الواق واق، ويستدعي ضربه والقضاء عليه!! واعطت الادارة الامريكية لنفسها  حق ممارسة قانون الغاب وشريعة الغاب كبديل للقانون الدولي وهيئات الشرعية الدولية في محاربة الارهاب. كما اعطت لنفسها صلاحية ممارسة ما اطلقت عليه "الحرب الاستباقية" او الحرب الوقائية، أي شرعنة شن حرب عدوانية على كل من تضعه في خانة "تهديد الامن القومي الامريكي". وخلال الخمس سنوات الماضية ومنذ تفجيرات سبتمبر تمارس الادارة الامريكية عولمة ارهاب الدولة الامريكية المنظم، شن الحروب العدوانية تحت ستار محاربة الارهاب ولكن بهدف السيطرة على مصادر ثروات البلدان الاخرى، من نفط وغيره، وبهدف تدجين تلك البلدان في حظيرة خدمة المصالح الاستراتيجية الامريكية ومصالح احتكاراتها عابرة القارات. وهذا كان الدافع الاساسي لشن الحرب العدوانية واحتلال افغانستان والعراق ودعم الاحتلال الاسرائيلي والحرب العدوانية الاسرائيلية- الامريكية على لبنان وتهديد وحبك المؤامرات ضد سوريا ولبنان واللجوء الى تأجيج الصراعات الطائفية والفئوية داخل كل بلد بهدف تمزيق الوحدة الاقليمية والوحدة الوطنية في العراق والسودان ولبنان وغيرها. خمس سنوات من مواجهة مآسي ارهاب الدولة الامريكية المنظم وارهاب حليفها الاستراتيجي ارهاب الدولة الاسرائيلية المنظم. وحان الوقت لمواجهة رأس افعى الارهاب، اكبر خطر يواجه حاضر ومستقبل البشرية.

الأثنين 11/9/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع