هل من يسمع صرخة اليراكنة؟

بثمن طائرة واحدة، مروحية "اباتشي" واحدة من النوع الذي اسقطته المقاومة اللبنانية، يمكن حل الازمة المالية التي يعاني منها مجلس يركا المحلي ومستخدمو وعاملو هذا المجلس.
فهذه القرية العربية المعروفية الجليلية يواجه مجلسها المحلي والعاملون فيه ازمة خانقة، عجزًا ماليا هائلا وكبيرًا متراكما منذ سنوات الى درجة العجز عن تقديم أي خدمة للسكان وعدم القدرة على دفع معاشات ورواتب العاملين في السلطة المحلية. وفي مثل هذا الوضع المأساوي فان العاملين من موظفين ومستخدمين، لم يقبضوا معاشاتهم ورواتب وأجرة عملهم منذ عشرة اشهر، ولم تستطع يركا ومجلسها المحلي توفير الظروف المناسبة لافتتاح السنة الدراسية الجديدة في مدارس القرية.
والسلطة الحاكمة، بوزاراتها المختلفة، من وزارة الداخلية الى وزارة المالية، التي تدعي زورا وبهتانا، انها تميز لمصالح من يخدم  في الجيش، فتعاملها مع اهالي قرية يركا يثبت ان سياسة التمييز القومي السلطوية لا تميز بسياسة الاضطهاد والتمييز التي تمارسها بين طائفة عربية واخرى، فالعرب الدروز مثل ابناء جلدتهم وقوميتهم العربية ضحايا سياسة  القهر القومي والتمييز العنصري السلطوية، فعند تقديم الميزانيات والخدمات السلطوية يصبح كل العرب من الدرجة الدنيا في التعامل السلطوي معهم.
وقد ادرك الاهل في يركا، ومن التجارب التي لا تعد ولا تحصى في مواجهة مظالم سياسة التمييز القومي العنصرية السلطوية، ان المطالب العادلة لا تؤخذ بالتمني او بتقبيل ايدي الظالمين والركون الى وعودهم العرقوبية الكاذبة،  بل تُنجز المطالب بالكفاح العادل، بتجند ضحايا هذه السياسة في اوسع وحدة صف كفاحية دفاعا عن قضاياهم العادلة. واطلق اليراكنة امس الخميس الطلقة الاولى في نضالهم التصعيدي دفاعا عن حقهم بتسلّم معاشاتهم ورواتبهم، وقد تظاهر امس عاملو وموظفو مجلس يركا المحلي عند مفرق كفرياسيف- العياضية مطالبين حكومة القهر القومي بدفع رواتبهم. هذا في وقت لا تزال مدارس يركا مغلقة الابواب، ولم تفتتح السنة الدراسية الجديدة بعد.
اننا من هذا المنبر الكفاحي، من صحيفة الشعب وجميع المظلومين، "الاتحاد"، لا نكتفي بالتعبير عن تضامننا مع كفاح العاملين في مجلس يركا المحلي ومع قضيتهم العادلة، بل نعتبر انفسنا جنودا في معركتهم العادلة ونضم صرختنا الى صرخة اليراكنة العالية والعادلة مطالبين السلطة ووزاراتها المختصة، خاصة وزارتي الداخلية والمالية، ان كفى تجاهلا لمطالب وآلام قرية يركا واستهتارا بحياة معيشة العاملين في مجلس يركا المحلي.  ادفعوا المستحقات من الميزانيات لمجلس يركا المحلي، فهذه ليست حسنة منكم، بل واجبا مستحقا. ادفعوا رواتب العاملين لانقاذ العائلات اليركاوية العديدة، من معيشة حافة الفقر والمجاعة والحاجة الى الرغيف، والى الدفتر والقلم للابناء من تلامذة المدارس.

الجمعة 8/9/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع