غبار الحرب وشاربا بيرتس:
هل يشرعنان المجزرة الاجتماعيـة القادمـة؟!

صلافة هذه الحكومة لا تعرف حدا، كقدرتها الفائقة على ضرب ارقام قياسية في الوقاحة، مرة تلو المرة، تنافس ذاتها وتنتصر عليها!!
أمس، كان نموذجا حيا، الى ازدواجية خطاب هذه الحكومة ومدى استهتارها بالناس، الاستهتار البالغ حد "الاستضراط"!!
في نفس الوقت، الذي كان فيه وزير المالية، أفراهام هيرشزون يتباكى على ميزانية الدولة محاولا الترويج لمخططه برفع قيمة الأقساط التعليمية، في نفس الوقت، وعلى مرمى حجر من وزارته كانت وزارة الاسكان، تنشر مناقصة لبناء 690 وحدة سكنية في المستوطنات الاحتلالية.
في نفس الوقت الذي يقولون فيه، ليس لدينا ملاجئ للعرب في الشمال، يبنون الفيلات في المستوطنات، في نفس الوقت الذي يقولون فيه، ليس لدينا الأموال لحليب الاطفال ودواء المرضى نجدهم يدرون النقود على مقاولي البناء العمالقة في المستوطنات.
إذن ممنوع السماح لهم بخداعنا: البلاد تمر بأزمة اقتصادية عاصفة.
صح!
ولكن هنالك ما هو أصح: ليست هذه ضربة قضاء وقدر.
الحرب كانت عدوانية، مجنونة وزائدة، لم توفر الأمن ولم تستعد "هيبة الردع" ولم تنفع المواطن العادي بشيء، ولم اذن يضطر الفقراء فقط الى دفع ثمنها، وأين الكبار من تحمل المسؤولية..
ولكن أتكون كل التقليصات الحكومية بسبب الحرب؟!
هنا الخطر الحقيقي: أن تستغل الحكومة ظروف الحرب ويأس الناس وتعبهم من أجل تمرير كافة مخططاتها التقليصية وارتكاب مجزرة بشعة بحق ما تبقى من شظايا "دولة الرفاه"، نحو مزيد من الخصخصة الخنازيرية.
وليس فقط بأنه لا رادع أخلاقي امام هذه الحكومة من اقتراف هذه الجريمة الاجتماعية بل أنها تحظى بستارين "رائعين": غبار الحرب وشارب بيرتس، ليهدر دم الفقراء تماما كما هدر، ويهدر يوميا، دم الأهل في غزة!!

الاتحاد

الثلاثاء 5/9/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع