كلمة الإتحاد
تهشُّم الأنياب لم يردع الذئاب

ألمعركة لردع المعتدي الامريكي – الاسرائيلي عن ارتكاب مغامرات اجرامية عدوانية ضد شعوب وبلدان المنطقة لم تنتهِ بعد. فالمعتدي لا يريد استخلاص العبر والدروس الصحيحة من تهشيم انياب عدوانه في لبنان على صخرة الصمود الاسطوري للمقاومة اللبنانية والشعب اللبناني. فمثل الذئاب الجائعة ينطلق عواؤها طلبا للافتراس والانتقام. يختلق التبريرات لتصعيد جرائمه ونسج خيوط مخططاته التآمرية ضد الفلسطينيين ولبنان وسوريا وايران. فبعض مصمّمي سياسة العدوان من رجال السياسة والمخابرات والجنراليزمو "يحذّرون" من تصعيد عملية التسلح الفلسطيني، وانه خلال سنتين سيصبح الوضع في المناطق الفلسطينية المحتلة، وخاصة في قطاع غزة اشبه بالوضع الذي واجهته اسرائيل مع المقاومة اللبنانية وحزب الله!! فمجرد طرح مثل هذه الافكار يعكس حقيقة انه ليس في جعبة المحتل الاسرائيلي برنامج ولا حتى نوايا لتسوية سياسية سلمية تنهي ظلام احتلاله الغاشم. والانكى من ذلك ان هؤلاء المجرمين يتخذون من هذه "التقديرات" غطاء لتبرير التصعيد الهمجي الانتقامي الذي يمارسونه ضد الفلسطينيين، شعبا ومؤسسات نظام، في المناطق الفلسطينية المحتلة. فالمحتل الاسرائيلي يمارس بشكل منهجي سافر مخطط تهديم ما تبقى من اركان السلطة الفلسطينية وبنيتها المؤسّساتية. فاستنادا الى شريعة الغاب يمارس المحتل قرصنة عصابات المافيا الارهابية، يدْهم البيوت ويختطف ويعتقل مجموعة كبيرة من قادة الشعب الفلسطيني الذين انتخبهم شعبهم بطريقة دمقراطية، يختطف ويعتقل رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني وسكرتير هذا المجلس ووزراء واكثر من ثلث اعضائه، اضافة الى قادة من مختلف الفصائل الفلسطينية.

وبالتنسيق مع ادارة عولمة ارهاب الدولة المنظم الامريكية تعمل وتنشط حكومة الحرب الاسرائيلية لتقويض السيادة اللبنانية وتحقيق الاهداف السياسية التي فشلت في تحقيقها خلال حربها الكارثية عسكريا.

فالتدخل في الشان الداخلي اللبناني من خلال تفعيل مكابس الضغط على الحكومة اللبنانية ودب الروح في القوى العميلة لامريكا، وذلك بهدف تجريد المقاومة اللبنانية من السلاح ونشر قوات دولية احتلالية على الحدود مع سوريا لخلق المناخ المناسب لتدجين لبنان امريكيا – اسرائيليا ودق اسافين العداء المصطنع امبرياليا بين سوريا ولبنان.

ولا تنجو ايران من سهام المخطط التآمري الامريكي – الاسرائيلي. فأمس رئيس لجنة الامن والخارجية البرلمانية تساحي هنغبي، المتهم بالفساد والرشى، يطالب وحتى قبل انهاء التحقيق في فشل الحرب العسكرية على لبنان، بتجهيز الجبهة الداخلية لمواجهة خطر ايراني مرتقب. وتصريحات شبيهة صدرت قبله من اولمرت وغيره، الامر الذي يكشف ويعكس احتمالات عدة مغامِرة قد يلجأ اليها المخفر الاستراتيجي الامامي للعدوان الامريكي في المنطقة، بان تقوم حكومة الكوارث الاسرائيلية بتنفيذ اوامر امريكية بقصف المفاعل النووي الايراني. مغامرة قد تكون عواقبها على المعتدي مأساوية وقد تشعل النار في كل المنطقة. ولهذا، وحتى لا تؤدي الازمة السياسية التي تواجهها حكومة اولمرت – بيرتس – حالوتس، التي اشتدت وتعمّقت بعد فشل حربها العدوانية عسكريا في لبنان، فانه اصبح من الاهمية المصيرية بمكان، تصعيد الكفاح لردع سياسة حكومة العدوان بتجنيد اوسع القوى المناصرة للسلام العادل اسرائيليا ومنطقيا وعالميا
الجمعة 25/8/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع