مسؤولية المجتمع الدولي معاقبة المجرمين
إدارة بوش مسؤولة عن مواصلة النزيف الدموي

كما هو متوقع شهد يوم امس الاول الاحد، تصعيدا جنونيا للصراع العسكري بتكثيف القصف واعمال التدمير والقتل وتدفق نزيف الدم بغزارة. فكما هو متوقع عشية وقف الاعمال الحربية يتصاعد الفعل ورد الفعل باستعمال كل ما يملك من قوة عسكرية لانجاز مكسب عسكري، حتى لو كان هشا ومحدودا ومخضّبا بدماء الناس الابرياء، يستثمر لابتزاز مكاسب سياسية. فاليوم الساعة السابعة صباحا حسب توقيت اسرائيل يبدأ تجسيد قرار مجلس الامن الدولي بوقف العمليات الحربية. وكان بالامكان حقن الدماء ووقف نزيف الدم منذ ليلة الجمعة – السبت لو اتخذ مجلس الامن الدولي قرارا بوقف النار فورا وبشكل مطلق. ولكن لادارة عولمة الارهاب والجرائم الامريكية ولخادمها وشريكها العدواني – حكومة اولمرت – بيرتس – حالوتس حسابات اخرى اجرامية. فقد استهدفت الادارة الامريكية من وراء وقف العمليات الحربية العدائية وليس وقف النار فورًا اعطاء فرصة اضافية، مزيد من الايام، لاحراز مكسب عسكري في الجنوب اللبناني لتغطية الفشل العسكري الاسرائيلي في كسر ظهر المقاومة اللبنانية عسكريا خلال اكثر من شهر من الصراع الدامي. فالادارة الامريكية من خلال الضغط في صياغة طابع قرار مجلس الامن الدولي اعطت اسرائيل العدوان الضوء الاخضر لادخال قوة عسكرية برية هائلة قوامها اكثر من ثلاثين الف جندي مزودة بارتال من الدبابات والمجنزرات العسكرية وباسراب من الطائرات والمروحيات العسكرية امريكية الصنع، الى الجنوب اللبناني وبهدف احتلال المنطقة التي كانت تحتلها اسرائيل حتى ايار الفين. فادارة بوش مسؤولة عن ما ارتكبه امس الاول جند الغزاة المعتدين الاسرائيليين وطائراتهم ودباباتهم وبوارجهم البحرية العسكرية من تصعيد اجرامي في عمليات تدمير البنية التحتية اللبنانية وارتكاب المجازر ضد المدنيين اللبنانيين ومواصلة التدمير الهمجي في صور وصيدا وبيروت، اضافة الى التدمير والقتل في قرى الجنوب اللبناني. ولكل فعل رد فعل، فالمقاومة اللبنانية امطرت امس الشمال الاسرائيلي ومدينة حيفا وضواحيها بمئات الصواريخ التي احدثت دمارا واسالة دماء وهلعا ورعبا بين المدنيين.
فالادارة الامريكية وخادم وشريك استراتيجيتها العدوانية مسؤولان عن كل نقطة دم تراق، عن كل خراب او تدمير حدث امس الاول ان كان في لبنان او اسرائيل.
في حديث تلفوني اكد الرئيس جورج دبليو بوش لحليفه العدواني رئيس حكومة اسرائيل، ايهود اولمرت، انهما شريكان في الهم الواحد، ولهذا بذلت ادارته الجهود ومكابس الضغط في مجلس الامن الدولي لانقاذ اسرائيل من ادانة صارخة لارتكابها جرائم حرب ومجازر ضد البنية التحتية المدنية وضد المدنيين في لبنان، وان صياغة القرار ينحاز في عدد من بنوده لصالح العدوانية الاسرائيلية.
لقد صدق الرئيس بوش بانه شريك الى جانب شريكه وحليفه الاسرائيلي في الحرب الاجرامية الكارثية ضد لبنان، وان مسؤولية المجتمع الدولي عدم السماح للمجرمين الاسرائيليين والامريكيين بالافلات من يد العدالة، وبمحاكمتهم كمجرمي حرب همجيين، كمجرمين انذال بحق الانسانية وبحق الشعب اللبناني، بحق ضحايا مجازرهم من الاطفال والنساء والعجز والمدنيين  العزل من السلاح. فمعاقبة همج البشرية كمجرمي حرب اكبر خدمة تقدم للحضارة الانسانية.

الثلاثاء 15/8/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع