القوة لن تجلب الأمن ولا السلام
مـن أجـل انـتـصـار وهـمـي

صدر قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لوقف اطلاق النار بين حزب الله واسرائيل، ليلة الجمعة السبت. ومع كافة التحفظات التي يمكن أن نسجلها على هذا القرار، علينا التسجيل وبقوة، أنه، ولأول مرة، يصدر قرار عن مجلس الأمن، في توازن حقيقي لموازين القوة، أو على الأقل لموازين الرعب، بين اسرائيل وأي طرف عربي آخر.
ويبدو أن هذا القرار لم يرق لحكام اسرائيل، فهم أرادوه قرارا متحيزا لصالحهم بكافة بنوده. ولكن ما العمل والوقائع على الأرض مختلفة، وتؤكد المثل القائل، تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. فالصمود البطولي للمقاومة اللبنانية، بل والتحول من الدفاع الى المبادرة، بلبل كافة الحسابات الاسرائيلية، وجعل القرار شبه متوازن، أي أن الصمود، بل الانتصار العسكري، حقق للبنان شبه انجاز سياسي، في ملعب الدبلوماسية الدولية.
لكن.. وهي "لكن" كبيرة.. تبقى المؤسسة الاسرائيلية معهودة بعنجهيتها، فهي إن لم تحقق انجازاتها في الملعب الدبلوماسي، كما يحلو لها، تود أن تحققها في ساحة المعركة، فوسع الجيش الاسرائيلي عدوانه على لبنان، متوهما أنه إن وصل الى "الليطاني"، وهي كلمة اصبحت مرادفا للنصر في وعي الرأي العام الاسرائيلي، يستطيع أن يقدم فشله العسكري للمجتمع الاسرائيلي على أنه انتصار!!
وبأي ثمن يتم ذلك؟ كم من الدماء يجب أن تسيل حتى تقتنع المؤسسة الاسرائيلية، السياسية منها والعسكرية، أنها تغرق من جديد في الوحل؟ وأي وحل؟ وحل هربت هي منه مهزومة قبل ست سنوات.
علينا هنا أن نؤكد، ما يؤكده العديد من المحللين العسكريين الاسرائيليين، ولكن لدوافع أخرى، أن ثمن هذه المغامرة العدوانية سيكون كبيرا، وأن من سيدفعه هو المجتمع الاسرائيلي برمته، ولذا نقولها لحكام اسرائيل أن اجنحوا نحو السلام، انسحبوا باتجاه السلام، اوقفوا اطلاق النار، واوقفوا عدوانكم الهمجي على لبنان، وانسحبوا من أرضه، واختاروا الحل السلمي، فالقوة لن تجلب الأمن ولا السلام، بل ستجلب القوة المضادة فقط.

الأثنين 14/8/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع