حكومة مغامرة وعطشى للدماء

تأبى حكومة الحرب والمجازر والجرائم والعدوان الاولمرتية – البيرتسية الا ان تواصل، وبدعم من ادارة عولمة ارهاب الدولة المنظم الامريكية، التصعيد العدواني لحربها التدميرية في لبنان مستفزّة الاجماع الدولي المطالب بوقف هذه الحرب الكارثية المجنونة. ففي وقت تبسط فيه الحكومة اللبنانية والمقاومة اللبنانية يدها لوقف النار وتقدم اقتراحات ومواقف لنزع فتيل الحرب ومنها نشر خمسة عشر الف جندي لبناني على الحدود مع اسرائيل بعد خروج قوات الاحتلال من المواقع التي تحتلها في لبنان، في مثل هذا الوقت فان حكومة الكوارث الاسرائيلية تقرر مواصلة تصعيد وتوسيع مساحة الحرب الاجرامية في لبنان. وفي وقت يجري فيه التداول في مجلس الامن الدولي لصياغة وبلورة موقف لوقف النار واخماد انفاس حرب الجرائم الاسرائيلية بحق وضد الانسانية والشعب اللبناني، في هذا الوقت تتخذ حكومة العدوانية الاسرائيلية موقفا استفزازيا للمجتمع الدولي ولهيئة الشرعية الدولية، تتخذ موقفا يدفن الامل والجهود الدولية المبذولة لوقف النار. ففي حين كان رد رئيس الحكومة، ايهود اولمرت، على قرار الحكومة اللبنانية بنشر قواتها في الجنوب اللبناني "بأنه خطوة مثيرة للاهتمام" وكانت الترجمة الفعلية لـ "مثيرة للاهتمام" ان المجلس الوزاري المصغر، السياسي الامني، اتخذ امس بغالبية اعضائه قرارا بزج فرق جيش اضافية الى ساحة الجريمة في لبنان، وذلك بهدف توسيع مساحة العدوان حتى نهر الليطاني واحتلال المنطقة الواقعة بين الخط الازرق ونهر الليطاني، أي المنطقة التي كانت تحتلها اسرائيل في الجنوب اللبناني حتى ايار الفين عندما خرجت من الجنوب تجر ذيل الهزيمة. ويدعي ارباب هذا القرار المغامر من رجال الجنراليزمو انهم بقرارهم هذا سيستطيعون خلال اسبوعين الى ثلاثة اسابيع القضاء على قدرة حزب الله العسكرية وتدمير بنيته الصاروخية في جنوب ووسط وشمال لبنان!! والمدلول السياسي لهذا القرار المغامر ليس فقط دفن الجهود المبذولة دوليا لوقف نزيف دم هذه الحرب المأساوية، بل يعني كذلك تصعيد عمليات الجرائم ضد الانسانية واللبنانيين من مجازر وتدمير منهجي للبنية التحتية اللبنانية وتدمير الاحياء السكنية للمدنيين اللبنانيين على رؤوس اصحابها. انها حكومة مغامرة عطشى للدماء قد تقود مغامرتها الوحشية الى اشعال نيران حرب اقليمية كارثية في المنطقة. لا تريد هذه الحكومة المجرمة ان تسلّم بالواقع وبمعطياته الصارخة على الارض، ان تقر بحقيقة انه لا يمكن حسم الصراع عسكريا وبمنطق القوة والبلطجة العدوانية العربيدة، فاي سلاح قتل وتدمير عصري امريكي الصنع لم تستعمله في جرائمها الممارسة في لبنان لكسر شوكة المقاومة اللبنانية وحزب الله خلال شهر من الزمن، ولكن كان الفشل الذريع رفيق المجرمين المعتدين، فقوة الحق لا غالب لها وهي اقوى بما لا يقاس من حق القوة الذي ينتهجه التحالف العدواني الاسرائيلي – الامريكي.
ان مهمة ومسؤولية المجتمع الدولي وهيئة الشرعية الدولية التحرك السريع لكبح جماح عربدة المجرمين العدوانية واصدار قرار في مجلس الامن الدولي حالا لوقف النار والزام المعتدي الاسرائيلي احترام تنفيذ هذا القرار. وواجب الاسرة الدولية معاقبة حكومة الكوارث واذرعها ومحاكمتهم كمجرمي حرب.
الخميس 10/8/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع