اربك هذا الموقف المعتدي الاسرائيلي
موقف سياسيّ حكيم يا حكومة لبنان ويا حزب الله

ألحرب الضروس تجري على الجبهتين العسكرية والسياسية – الدبلوماسية. وامس الاول، الاثنين، وجهت الحكومة اللبنانية والمقاومة اللبنانية وحزب الله ضربة معلم سياسية- دبلوماسية في وجه المخططات التآمرية والمتآمرين على المصلحة الوطنية اللبنانية. فقد اعلنت الحكومة اللبنانية وكذلك حزب الله والمقاومة اللبنانية موافقتها على نشر القوات اللبنانية وفرض السيادة الوطنية اللبنانية على الحدود الدولية مع اسرائيل، ولكن بشرط ان يكون ذلك متزامنا مع انسحاب آخر جندي اسرائيلي غازٍ ومحتل للارض اللبنانية.
وجاء هذا الموقف الحكيم من الحكومة اللبنانية وحزب الله لمواجهة وافشال المشروع الامريكي – الفرنسي التآمري الذي سيعرض على مجلس الامن الدولي، والذي يشرعن عمليا الاحتلال الاسرائيلي لمواقع لبنانية في الجنوب اللبناني ويعطي للمعتدي الاسرائيلي فسحة اضافية من الوقت لمواصلة تصعيد حربه التدميرية الاجرامية في لبنان. فمدلول هذا القرار اللبناني الحكيم سياسيا انه صادر الذريعة التضليلية بوضع قوات متعددة الجنسيات على الارض اللبنانية حتى تستطيع الحكومة اللبنانية نشر قواتها وفرض سيادتها وفي وقت لا يزال فيه المحتل الاسرائيلي يسرح ويمرح ويرتكب الجرائم في الجنوب اللبناني وشماله وبحجة "تنظيف" اوسع مساحة من الاراضي اللبنانية من حزب الله وقواته المسلحة وبنيته المدنية والعسكرية.
لقد اربك هذا الموقف اللبناني المعتدي الاسرائيلي وجميع المتآمرين على مصلحة الشعب اللبناني الوطنية وعلى السيادة الوطنية اللبنانية. فحكومة الحرب والعدوان الاسرائيلية وعلى لسان رئيسها اولمرت امس كان الرد ضبابيا، وبأنه ستجري دراسة هذا الموقف اللبناني وفي وقت تصدر فيه الاوامر من اولمرت وبيرتس بمواصلة التصعيد العسكري العدواني وتوسيع رقعته في الجنوب حتى نهر الليطاني وشماله وتصعيد جرائم قصف الطائرات بحممها المدمرة على الاهداف المدنية في لبنان. فالمعتدي الاسرائيلي يعمل على مداراة فشله في حسم المعركة عسكريا مع المقاومة اللبنانية وحزب الله بارتكاب مزيد من المجازر والجرائم علّه يخلق وقائع جديدة على الارض تساعده على ابتزاز وتحقيق بعض المكاسب السياسية بعد وقف اطلاق النار الذي يلوح في الافق. اتساع دائرة التضامن مع لبنان وتبنّي مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي عقد في بيروت موقف الحكومة اللبنانية والنقاط السبع التي طرحها الرئيس السنيورة في مؤتمر روما ونقل هذا الموقف الى مجلس الامن، وصمود المقاومة اللبنانية وجعل الحكومة الفرنسية تعدل في موقفها وتصرح انه من المهم اجراء تعديلات على المشروع الامريكي – الفرنسي، ما اثار حفيظة حكومة العدوان الاسرائيلي. حتى حاضن ومشعل هذه الحرب الاجرامية بواسطة خادمه وشريكه الاسرائيلي، الرئيس جورج دبليو بوش اضطر الى البدء بتغيير لهجته، فحتى الامس القريب كان ضد وقف النار ويشجع ويدعم حكومة اولمرت – بيرتس – حالوتس على مواصلة التصعيد العدواني على امل حسم المعركة عسكريا مع المقاومة اللبنانية وحزب الله، اضطر الى الاقرار ضمنيا بفشل ربيبته في القضاء على حزب الله، اضطر امس الاول، ومن خلال مؤتمر صحافي عقد في منتجع بكروفور الى التصريح حول اهمية تكثيف الجهود السياسية – الدبلوماسية لوقف النار بأسرع ما يمكن.
ما نأمله ان يساهم الموقف السياسي الحكيم الذي اتخذته الحكومة اللبنانية وحزب الله في اتخاذ قرار في مجلس الامن بوقف النار حالا وخروج القوات الغازية الاسرائيلية من جميع الاراضي اللبنانية، بما في ذلك من مزارع شبعا والاتفاق على اطلاق سراح الاسرى الاسرائيليين واللبنانيين والفلسطينيين.
الأربعاء 9/8/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع