لمواجهة أنياب الفاشية العنصرية المفترسة

حذّرنا دائما ومرارا انه في ظل السياسة العدوانية السلطوية الممارسة، في ظل تصعيد العدوان الاحتلالي وارتكاب المجازر وجرائم الحرب، ضد الشعب الفلسطيني وقادته واراضيه، تنتعش جراثيم الفاشية العنصرية وتزداد مخاطرالفاشية والممارسات الفاشية ضد العرب والدمقراطية وكل ما هو تقدمي. وتزداد مخاطر الفاشية شراسة في ظل الاجواء الهستيرية التي ترافق الحرب العدوانية التدميرية المجنونة التي تشنها حكومة كديما – العمل، الاولمرتية – البيرتسية الكارثية ضد لبنان والمناطق الفلسطينية المحتلة، وترتكب من خلالها افظع جرائم الحرب من مجازر جماعية ضد المدنيين من النساء والاطفال والرجال والمسنين، وتدمير منهجي للبنية التحتية في لبنان وفلسطين المحتلة وهدم احياء سكنية على رؤوس اصحابها الفلسطينيين واللبنانيين. وتبرز انياب الفاشية المشحوذة استعدادا للعدوان والافتراس في محاولات كمّ افواه مظاهرات الاحتجاج على الحرب العدوانية الاسرائيلية على لبنان وغزة والمطالبة بوقفها. فقطعان الفاشيين من قوى اليمين والتطرف يبعثون بزعران من عصاباتهم الفاشية للاعتداء على مظاهرات ومتظاهري مناهضي الحرب، ان كان في حيفا او تل ابيب او عكا او على مفارق الطرق. فالفاشيون لا يعترفون بحق الرأي الآخر بالتعبير عن موقفه، وهذا الحق من البديهيات الاولية لابسط الحقوق الدمقراطية والمبادئ الدمقراطية البرجوازية.
وما حدث مع المواطنة فاطمة علي من حيفا يستدعي دق نواقيس التحذير من مغبة مخاطر الفاشية البلطجية العربيدة. ففاطمة علي (ام شادي) صاحبة ضمير انساني وليست حيادية في مواجهة الظلم والظالمين ولا تفترش مقاعد الفرجة في مدرّج احداث الصراع، فهي مناضلة ناشطة تجدها مشاركة هي وبناتها وابناءها في جميع مظاهرات وتظاهرات ونشاطات الاحتجاج الجماهيرية. ففي مظاهرات الاحتجاج الجماهيرية اليهودية – العربية التي انطلقت في تل ابيب السبت الماضي وفي مظاهرة حيفا الاحتجاجية ضد الحرب العدوانية على لبنان وغزة، كانت ام شادي واولادها في قلب المظاهرات تشارك في اطلاق الصرخة الجماعية المنددة بالمجرمين من مشعلي الحروب العدوانية، المنددة بوكر العدوان الاسرائيلي – الامريكي. وعقابا على نشاطها الدمقراطي السلمي، على حقها الاولي الشرعي بالتعبير عن موقفها، انتقموا من ام شادي سياسيًا بطريقة عصابات المافيا، اذ قام اوباش الفاشية العنصرية، اثنان من زعرانها، في ساعات الليل المتأخرة، بالاعتداء على حرمة دار ابو شادي العلي، خبطوا بطرْقات قوية على باب الدار القائمة في الطابق الثاني من العمارة، كانت ام شادي نائمة، قامت مذهولة وفتحت الباب نصف فتحة، وكان الجواب المباشر خبطة عصا على رأسها من ملثّم حيواني فسالت الدماء من جرحها، وشارك مجرم ثان ملثّم في توجيه ضربات سادية الى مختلف اجزاء جسم فاطمة العلي، وجمعت قواها بخبطة دحرجت الفاشيين على الدرج فوليا الادبار. والشرطة التي حضرت استهترت بالامر ولم تكتب تقريرا وهي تتحمل مسؤوليتها بالكشف عن المجرمين المعتديين لتسليمهما الى ايدي العدالة لينالا الجزاء الذي يستحقانه.
ان الاعتداء على فاطمة العلي هو اعتداء فاشي عنصري على العرب والدمقراطية يستدعي استنهاض كل القوى المناصرة للتعايش والدمقراطية لمواجهة الفاشية الداشعة هرولة في اسرائيل.
اننا اذ نعلن عن تضامننا ووقوفنا الى جانب ام شادي، فاننا نعبّر عن استنكارنا الشديد  للعدوان الفاشي الذي تعرضت له. قلبنا معكم، فقضيتكم قضيتنا.

الخميس 3/8/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع