آن الاوان لكبح جماح هذا البلطجي العربيد!

ما فشل المجرمون في تحقيقه عسكريا بواسطة القصف الهمجي والتدمير وارتكاب المجازر الدموية، ضد المدنيين من الاطفال والنساء والمسنين والعجزة والرجال اللبنانيين، يحاولون اليوم مسابقة الزمن لخلق وقائع جديدة لتحقيق اهدافهم السوداء بالطرق الدبلوماسية. فمجزرة قانا الثانية التي ارتكبها مجرمو الحرب الاسرائيليون وحصدت ارواح حوالي ستين من المدنيين الابرياء، اكثر من نصفهم من الاطفال الصغار حركت الضمير الانساني العالمي حيث انطلقت المظاهرات الحاشدة واتسعت دائرة القوى والانظمة التي تطالب بوقف النار. اتضحت الصورة اكثر لدى اوساط عالمية جديدة ان اهداف الحرب الاسرائيلية – الامريكية سياسية استراتيجية جاءت لخدمة مخطط الهيمنة الامريكي في المنطقة، وانه لتحقيق هذه الاهداف يمارس المعتدي الاسرائيلي بالسلاح الامريكي المدمر، ما يشبه حرب الابادة ضد الشعب اللبناني والمقاومة اللبنانية. كما اتضحت الصورة اكثر ان الشعب اللبناني ومقاومته الوطنية التي في مركزها حزب الله، وبعد ثلاثة اسابيع من الصمود ومواجهة اعداء البشرية، عصيّان على الهزيمة او الخنوع او طأطأة هامتهم الوطنية الشامخة. ولكن هولاكو التدمير والقتل لا يرتدع عن غيِّه ويناور ويرفض الاستجابة لمطلب وقف الحرب الكارثية، ويعمل على اطالة امد الحرب على امل تحقيق اهدافه. فامام الضغوطات العالمية وخاصة الاوروبية وغيرها للاسراع في اتخاذ قرار في مجلس الامن الدولي هذا الاسبوع يملي وقفا فوريا للنار دون شروط مسبقة، فان تحالف العدوان  الاسرائيلي – الامريكي يناور لاطالة امد الحرب من خلال ربط وقف النار بالشروط الاملائية الاسرائيلية الامريكية. فرئيس الحكومة اولمرت يريد اطالة امد الحرب عشرة ايام حتى يستطيع حسم الصراع عسكريا في الجنوب اللبناني، بتحويل قراه الى ارض محروقة وتحويل المنطقة الواقعة بين الحدود الاسرائيلية مع لبنان وحتى نهر الليطاني الى منطقة "امنية" معزولة ونظيفة من وجود حزب الله. وقد اقر الطاقم الوزاري الامني العسكري تجسيد هذه الجريمة بتحشيد سبع فرق عسكرية مزودة بارتال من الدبابات والمجنزرات والطائرات والحوامات لتصعيد هجوم بري وجوي كاسح على الجنوب، بدأ امس. ويحظى هذا التصعيد العدواني بغطاء الدعم الامريكي الذي يتوهم اربابه ان حسم المعركة عسكريا في الايام المتبقية حتى اخذ قرار بوقف النار في مجلس الامن الدولي، يساعد على تمرير الاملاءات السياسية الامريكية الاسرائيلية مثل تجريد حزب الله والمقاومة من السلاح، ووضع قوات دولية على الحدود اللبنانية مع اسرائيل ومع سوريا واقامة نظام جديد في لبنان مدجن امريكيا واسرائيليا. وبيان مجلس وزراء الاتحاد الاوروبي الذي اجتمع امس في بروكسل "دعا مجلس الامن الدولي الى وقف فوري للحرب". فعمليا عشية انعقاد مجلس الامن الدولي توجد هوة عميقة في المواقف بين روسيا والصين وفرنسا التي تطالب بوقف فوري للنار، وبين موقف الولايات المتحدة وبريطانيا الذي يتبنى الموقف الاسرائيلي ويشترط ان يكون وقف النار في اطار خطة شاملة.
ان الايام المقبلة حبلى بالمخاطر فالعدوانية الاسرائيلية المدعومة امريكيا تصعّد بشكل جنوني عدوانها الكارثي في الجنوب اللبناني الذي يصطدم بمقاومة باسلة من اصحاب الحق، وما نأمله ان يتصاعد المد الكفاحي على مختلف المستويات الشعبية الجماهيرية والرسمية في مختلف البلدان لكبح جماح هذا العربيد، هذا التحالف العدواني الاسرائيلي – الامريكي واجباره على وقف حربه العدوانية الاستراتيجية الكارثية دون قيد او شرط.

الأربعاء 2/8/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع