كلمة الاتحاد
لن تنجحوا بفرض شروطكم الاملائية

الرئيس جورج دبليو بوش امر وزيرة خارجية ادارته، كوندوليزا رايس، الاسراع بالعودة الى المنطقة والالتقاء بالمسؤولين في حكومتي اسرائيل ولبنان لنقل والضغط لتجسيد شروط املاءات رسالة الموقف الامريكي لوقف الحرب الهمجية العدوانية الاسرائيلية – الامريكية على لبنان.
والدافع الاساسي لعودة رايس السريعة الى المنطقة يعود الى عاملين اساسيين، الاول ان معارضة وعرقلة الادارة الامريكية لاقتراحات ومطالب وقف الحرب العدوانية على لبنان واعطاء الضوء الاخضر لحكومة اولمرت – بيرتس لاطالة امد الحرب وتصعيد جرائم القصف والقتل والتدمير في لبنان عل وعسى يحقق نصرا عسكريا اسرائيليا على المقاومة اللبنانية وحزب الله يمكن استثماره لتجسيد الاهداف السياسية الاسرائيلية – الامريكية في لبنان. واطالة امد الحرب، كما تشير معطيات الواقع، لم تحقق للمجرمين المعتدين أيا من اهدافهم، فالفشل كان حليفهم عسكريا وسياسيا، وما حققوه هو مزيد من الجرائم بقتل المدنيين وتهديم الاحياء السكنية والبنى التحتية وتهجير الالوف المؤلفة من اللبنانيين قسرا من قراهم ومدنهم. والعامل الثاني، زيادة الطلب والضغوطات من اطراف متعددة، من الاتحاد الاوروبي، من فرنسا وروسيا لوقف الحرب وعقد جلسة لمجلس الامن بهذا الخصوص يوم غد الاثنين. وعقد اجتماع لمجلس الامن الدولي يأتي في وقت تتسع فيه دائرة ادانة الحرب على لبنان وغزة دوليا عبر مظاهرات الاحتجاج الجماهيرية الحاشدة التي تجتاح عواصم مختلف البلدان في اوروبا وآسيا وامريكا اللاتينية وفي البلدان العربية ايضا وبداية تفكك المظلة الدولية المؤيدة للعدوان الاسرائيلي – الامريكي على لبنان.
ولهذا فان مهمة كوندوليزا رايس عشية انعقاد اجتماع مجلس الامن الدولي تتمحور في الضغط على الحكومة اللبنانية للموافقة على الاملاءات الاسرائيلية – الامريكية – وضع قوات دولية رادعة في الجنوب اللبناني، قوات حلف اطلسية، وتجريد حزب الله من السلاح وابعاده الى ما بعد الليطاني حسب القرار 1559، وتحرير الجنديين الاسرائيليين المأسورين لدى حزب الله. فان انجزت رايس هذه المهمة، فلن يلجأ مندوب ادارة بوش الى الفيتو في مجلس الامن ويكون من السهولة بمكان اتخاذ قرار وقف النار وربطه بتجسيد الشروط الاملائية الاسرائيلية – الامريكية.
اذا اراد مجلس الامن الدولي ان يستعيد دوره وهيبته الدولية عليه ان يحكم بالعدل المبني على قواعد القانون الدولي. وهذا يعني ان يقر اولا وقف الحرب العدوانية التدميرية على لبنان وغزة، وان يضمن بقرار واضح المساعدة الدولية بعودة النازحين قسرا الى قراهم في الجنوب اللبناني وبيروت، حتى لا تتكرر نكبة فلسطينية اخرى في لبنان بمعاناة اكثر من سبعمئة الف لاجئ لبناني في حدود الوطن وخارجه، هُجروا قسرا ونزحوا قسرا من جراء آلة الموت والتهجير العدوانية الاسرائيلية. وان يجلس الطرف الاسرائيلي والطرف اللبناني حكومة ومقاومة وتحت المظلة الدولية للتفاوض حول امرين اساسيين، التفاوض حول تبادل الاسرى والتفاوض حول القوات الدولية على الشريط الحدودي بين الدولتين، طابع هذه القوات، عددها، اماكن تموقعها والمدة الزمنية لتواجدها، وبالطبع الزام اسرائيل بالانسحاب من مزارع شبعا ومن كل شبر لبناني محتل.
وبصراحة لسنا متفائلين من ان ينصاع ذئب العدوان الاسرائيلي – الامريكي الى المطلب الدولي بوقف الحرب الاجرامية في الايام القريبة المنظورة. وما ننتظره ان يصعد المعتدي الاسرائيلي خلال الايام المقبلة بشكل اكبر ارتكابه لجرائم الحرب في لبنان والتدمير الكارثي بالقنابل "الذكية" الامريكية الواردة الى اسرائيل عله يحقق نصرا عسكريا يكسر ظهر المقاومة ويساهم في تمرير الشروط الاملائية على لبنان.
ان حكومة الكوارث المدعومة امريكيا لن تنجح بممارساتها المغامرة في تحقيق أي شيء سوى مزيد من الضحايا في الطرفين. الامر الذي يستدعي تصعيد الكفاح المشترك، اليهودي – العربي، ومن مختلف تيارات وقوى السلام ومناهضي الحرب والعدوان، في المعركة السياسية – الجماهيرية لوقف الحرب والجنوح الى المفاوضات السياسية لانجاز التسوية العادلة للقضية اللبنانية والفلسطينية ولجميع قضايا المنطقة حتى تنعم جميع بلدان وشعوب المنطقة بالامن والاستقرار في ظل السلام العادل والثابت.
الأحد 30/7/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع