كلمة الاتحاد
وتبقى الادارة الامريكية مصدر الشر والجرائم

دخلت الحرب الاستراتيجية العدوانية الاسرائيلية على لبنان يومها التاسع. وكلما طالت ايام العدوان اكثر اتضحت اكثر الحقيقة انه لا مبرر لهذه الحرب التدميرية، وان ادعاء العدوانية الاسرائيلية ان هدف هذه الحرب تحرير الجنديين الاسرائيليين الاسيرين بأيدي المقاومة اللبنانية وحزب الله هو ادعاء كاذب، واستغل كذريعة للتغطية على الاهداف الحقيقية التي يتوخاها التحالف الاسرائيلي- الامريكي من وراء هذه الحرب. ولا يخفي تحالف الشر والعدوان الاسرائيلي- الامريكي اليوم ان الهدف المركزي والاساسي هو القضاء على المقاومة اللبنانية وحزب الله حتى لو ادى تحقيقه المشكوك في امره الى تدمير لبنان وتجريع شعبها نكبة انسانية من خلال المجازر والجرائم والتشريد. القضاء على المقاومة كمقدمة لبلورة نظام لبناني مدجن امريكيا- اسرائيليا ويكن الولاء في بيت الطاعة الامريكي. وقد نجحت الادعاءات التضليلية الاسرائيلية وبدعم امريكي مكثف من تجنيد مظلة دولية وتواطؤ عربي داعم للعدوان الاسرائيلي عشية وفي الايام الاولى من الحرب. ولكن عظم جرائم الحرب التي ترتكبها العدوانية الاسرائيلية من تدمير وقتل وتشريد ضد المدنيين اللبنانيين كشفت حقيقة ان الهدف ليس ابدا تحرير الجنود الاسرى، بل تدمير لبنان. وامام هذه الحقيقة بدأت تبرز معالم التناقضات في المواقف داخل المظلة الدولية الداعمة للعدوانية الاسرائيلية التي تقودها ادارة عولمة الارهاب والجرائم الامريكية. فروسيا وفرنسا والمانيا الى حد ما تطالب بوقف الحرب التدميرية على لبنان وان الجرائم التي ترتكبها العدوانية الاسرائيلية في لبنان غير مقبولة ويجب وقفها. اما ادارة بوش- تشيني-  رامسفيلد- رايس فتبقى مصدر الشر والجرائم وتتخذ موقف مواصلة الحرب التدميرية الاسرائيلية على لبنان والمناطق الفلسطينية وعدم ايقافها. وقد اعطت الضوء الاخضر لحكومة الكوارث والحرب والجرائم الاولمرتية- البيرتسية لمواصلة الحرب اسبوعا آخر بهدف تحطيم قوة حزب الله العسكرية لتسهيل مهمة كوندوليزا رايس فيما بعد لفرض الاملاءات الاسرائيلية- الامريكية على الطرف اللبناني. ومن حيث المدلول السياسي فان الموقف الامريكي الداعم لمواصلة الحرب التدميرية على لبنان يعكس امرين اساسيين، الاول ان الادارة الامريكية تريد احتكار الدور في "معالجة" القضية اللبنانية وتهميش دور روسيا والاتحاد الاوروبي. والثاني، ان بوش يريد رفع اسعار اسهمه المنهارة بين اوساط الشعب الامريكي وعالميا من خلال تحقيق نجاح ومكسب في لبنان يعوض عن فشله وازمته وتورطه في العراق. فادارة بوش تريد اطالة امد الحرب في لبنان عل وعسى المعتدي الاسرائيلي يحقق نجاحا عسكريا بضرب المقاومة اللبنانية وحزب الله، يستثمره بوش كنجاح لاستراتيجيته في "محاربة الارهاب" والتي يدرج حزب الله في قائمة التنظيمات الارهابية!! كما يدرج حماس في اطار هذه القائمة. ولهذا فان مندوب ادارة بوش في مجلس الامن الدولي، بولتون المتصهين سيعمل على افشال أي قرار تتخذه هذه الهيئة الدولية الشرعية لوقف الحرب في لبنان.
ما نأمله ان تتحول التناقضات في المواقف داخل الغطاء الدولي الذي دعم في البداية الحرب العدوانية الاسرائيلية على لبنان، الى مواقف اكثر تقدمية تضغط على تحالف العدوان الاسرائيلي- الامريكي لوقف الحرب الاجرامية على لبنان والجلوس حول طاولة المفاوضات لبلورة المخرج من الازمة النازفة دما. كما نأمل من الشعوب العربية ان تفيق من سباتها وتتحرك للضغط على انظمتها المخنّثة المتواطئة مع تحالف الذئاب الذي ينهش بلحم الشعبين الفلسطيني واللبناني.
الجمعة 21/7/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع