تحية إكبار لـ<<تعايش>> وللتضامن اليهودي - العربي

في خضم المعارك الكفاحية السياسية - الجماهيرية ضد سياسة العدوان والافقار، ضد سياسة تصعيد ارتكاب الجرائم والمجازر التي ينتهجها المحتل الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة، وتصعيد الهجمة السلطوية المنهجية ضد الفئات الاجتماعية المسحوقة، في خضم هذه المعارك ظهرت على حلبة الصراع في السنوات الاخيرة الكثير من منظمات وتنظيمات وحركات الاحتجاج السياسية والاجتماعية والبيئية. ويبرز من بين منظمات الاحتجاج السياسي - الجماهيري حركة "تعايش" اليهودية - العربية. فالجرائم ضد الانسانية، جرائم الحرب التي ترتكبها حكومة الكوارث اليمينية الشارونية وأذرعها القمعية الاحتلالية والاستيطانية في المناطق الفلسطينية المحتلة - العقوبات الجماعية من مجازر وهدم وتدمير وحصار تجويعي واعتقالات جماعية وتصفيات - قد أيقظت الضمير الانساني لدى اصحاب الضمير الحي من دعاة التعايش الحقيقي بين الشعبين على اساس العدل والمساواة وفي اطار دولتين - اسرائيل وفلسطين. اصحاب الضمير الانساني الحي من يهود وعرب، من شيوعيين وجبهويين ويساريين ودمقراطيين وانصار حقوق الانسان، تاطروا في "تعايش" كتنظيم غير حزبي، وكحركة لا تتبع تنظيمًيًا لأي حزب سياسي قائم، ولكنها حركة متحزبة لحق الانسان في الحرية والكرامة والعيش الكريم. ومن هذا المنظور قامت حركة "تعايش" كحركة احتجاج سياسي ضد جرائم الاحتلال والاستيطان ووجودها كحركة تضامن مع الشعب الضحية، تجسد تضامنها مع الشعب الفلسطيني من خلال مختلف اشكال ووسائل الدعم العيني. فحركة "تعايش" من القوى التي تنشط في مجال تقديم شحنات الاغاثة للشعب الفلسطيني المحاصر بالعسكر وبحصار الجوع الذي يفرضه المحتل. حركة "تعايش" اخترقت مرات عديدة الحصار العسكري الذي يفرضه المحتل وداست على اوامره وساعدت الفلاحين الفلسطينيين في العديد من القرى المحتلة بقطف الزيتون في موسم الزيتون، وباجساد اعضائها من اليهود والعرب صدت محاولات ترحيل فلسطينيين من بعض القرى.
امس السبت، قامت حركة "تعايش" وبمشاركة اكثر من مائتين وخمسين انسانًا، من اليهود والعرب، ومن مختلف مناطق البلاد، بنشاط مبارك ومحمود في قرية "عانين" الفلسطينية المحتلة. قامت بنشاط احتجاجي ضد جدار العزل العنصري الذي يحرم اهالي عانين ويعزلها عن (12) الف دونم من اراضيهم الزراعية. فأهالي عانين ومنذ سنتين يمنعون من الوصول الى اراضيهم ولا يمنحهم المحتل التصاريح بحجة الحفاظ على "أمن" المستوطنين في مستوطنة "حنانيت" القائمة على الارض الفلسطينية المنهوبة. وحاول الجيش منع من جندتهم "تعايش" من الوصول الى قرية عانين للتضامن مع اهلها بحجة انها منطقة عسكرية مغلقة. ولم يكن من المتضامنين الا ان تركوا الباصات وانتشروا عبر طريق ملتوية ومن خلال كروم الزيتون حتى وصلوا الى قرية عانين وتحديا لسياسة جدار العزل العنصري قام المتضامنون بالعمل في تنظيف كروم الزيتون سوية مع أصحابها ورغم أنف اوامر المنع الاحتلالية.
اننا اذ نقدم تحية اكبار وتقدير لحركة "تعايش" ولجميع الناشطين فيها وللتضامن اليهودي العربي وللكفاح اليهودي العربي المشترك فإننا نؤكد دائمًا انه من الاهمية بمكان تعزيز وتوسيع وتعميق الكفاح اليهودي العربي المشترك في المعركة من اجل السلام العادل والمساواة والدمقراطية والتقدم الاجتماعي. فهذه ليست فقط ضرورة بل هي حاجة موضوعية ايضًا.

("الاتحـــــــــــاد")
الأحد 2003-08-17


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع