ديماغوغيا
"ألحسم المصيري"!

ألعنوان اعلان ليس من انتاجي، بل صاحبه هو سيفر بلوتسكر المحرر في صحيفة "يديعوت احرونوت" عنْون به مقالته التي نشرت بالامس. يبدأ مقالته بالفقرة التالية "اذا انتصر رئيسا حزب الله وحماس في الحرب التي اعلناها علينا، عندها يبدأ العد التنازلي بالنسبة للمشروع الصهيوني كله. فهذه ليست منافسة طعج الايدي ورجولية مزيفة. هذا حسم مصيري، فحتى لو ان الحركات الاسلامية المتطرفة تحقق فقط انتصارا رمزيا دعائيا- فهذا سيؤدي الى تحرير اعداء في رحاب الشرق الاوسط كله. منع هذا الانتصار بمثابة امر مطلق غير قابل للمماحكة"!!
لقد اكدنا دائما، ونؤكد اليوم اكثر على ضوء تصعيد العدوان الاجرامي الاسرائيلي على المناطق الفلسطينية وعلى لبنان، انه عندما تصل الامور الى تحديد موقف من قضية او قضايا تتعلق بحقوق قومية وطنية عربية مصيرية كانت، فاننا نواجه ما يشبه الاجماع "القومي" الصهيوني المعادي للعرب وحقوقهم، كما نواجه صحافة صهيونية مجندة، يتجند معظم كتابها ومحرريها ومحلليها في عملية غسل الدماغ بشكل ديماغوغي دفاعا عن السياسة الرسمية المعادية لحقوق العرب واختلاق الاكاذيب لتبرير هذه السياسة الغاشمة. نوافق المحرر بلوتسكر ان المنافسة ليست منافسة ليّ اذرع ومن يلوي يد الآخر، بل المنافسة منافسة حول قضية مصيرية، ولكننا نرى ان بلوتسكر هذا يعرف ويحرف بهدف قلب الحقائق وتشويهها. فالقضية المصيرية تكمن في وجود احتلال اسرائيلي جاثم على صدر الارض الفلسطينية المحتلة والسورية المحتلة ومزارع شبعا اللبنانية المحتلة، وانه نتيجة لوجود هذا الاحتلال فان ضحاياه لجأوا الى استخدام حقهم الشرعي والانساني الذي يقره القانون الدولي بمقاومة الاحتلال والمحتلين. وامتلأت سجون ومعتقلات الاحتلال بسجناء الحرية، حوالي عشرة آلاف فلسطيني وعربي في غياهب السجون الاسرائيلية، بينهم الاولاد والنساء والشيوخ والشبان. ولهذا فان النضال لاطلاق سراح اسرى الحرية نضال شرعي وانساني، وجزء لا يتجزأ من النصال لانهاء عهد الاحتلال المظلم المخضّب بدماء ضحاياه من الشعب المُحتل وطنه وارضه. ومطلب الفلسطينيين واللبنانيين، السلطة الفلسطينية والحكومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية وحزب الله بالتفاوض لتبادل الاسرى، بعودة الاسرى الفلسطينيين واللبنانيين وغيرهم من غياهب سجون الاحتلال الى احضان عائلاتهم، وعودة الاسرى الاسرائيليين من الاسر الفلسطيني واللبناني الى اهاليهم، هو مطلب وحق انساني عادلان.
اننا نوافق المحرر بلوتسكر بان رضوخ العدوانية الاسرائيلية لمطالب حقوق الشعوب الشرعية بما فيها اطلاق سراح اسراها، قد يؤلف بداية العد التنازلي بالنسبة للمشروع الصهيوني. حقيقة هي انه قد يؤلف بداية العد التنازلي للمشروع الصهيوني العدواني القائم على التوسع الاقليمي العدواني على حساب احتلال واستيطان اراضي الغير بقوة السلاح والبلطجة العدوانية العربيدة. فمشروع عدواني كهذا مصيره الفشل الذريع ولن يعمر الى ابد الآبدين. فاكثر مكان في العالم غير آمن وغير مستقر بالنسبة لليهود يا بلوتسكر هو اسرائيل، ليس لان احدا يهدد وجودها، بل بسبب سياستها العدوانية وحروبها العدوانية التي تهدد امن واستقرار المنطقة وتحتل بشكل بلطجي غير شرعي اراضي عربية وفلسطينية. فالحسم المصيري الحقيقي الذي يضمن الامن والاستقرار لاسرائيل وجميع شعوب وبلدان المنطقة، يكون بأن تكف اسرائيل الرسمية عن ممارسة سياستها العدوانية وتنسحب من جميع المناطق الفلسطينية والعربية المحتلة منذ السبعة والستين، وتعترف بقيام دولة فلسطينية مستقلة تجاورها وعاصمتها القدس الشرقية، عندها يكون الحسم المصيري ببناء جسور السلام العادل والامن والاستقرار والتعاون البنّاء، لبناء مستقبل افضل لجميع بلدان وشعوب المنطقة.
الجمعة 14/7/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع