كلمة الاتحاد
حـــذار حـــذار ! !

من الواضح أن العملية النوعية الجريئة الذي نفذتها المقاومة اللبنانية صباح أمس، وتكللت بمصرع ثمانية من جنود جيش الاحتلال ووقوع اثنين في أسر "حزب الله"، شكلت ضربة دقيقة وموجعة في صميم العنجهية الإسرائيلية، ومن الواضح أن هذا النوع من العمليات يبدّد، مجددًا، أسطورة القوّة التي تستحوذ على عقول وعقليات حكام إسرائيل، وعلى سياستهم.
لقد أبقت هذه السياسة ملفين ملتهبين على الجبهة اللبنانية، هما قضية مزارع شبعا التي ما زالت إسرائيل تحتلها، وقضية العشرة آلاف أسير في سجون الاحتلال، من أبناء شعبنا والشعب اللبناني ومن جنسيات عربية أخرى.
يتوجب على حكام إسرائيل تسجيل التصريحات العاقلة المتزّنة التي أدلى بها حسن نصر الله بالأمس، والإصغاء إليها مرة واثنتين وثلاث: فقد وضع الأمين العام لحزب الله الركائز الأساسية للخروج من الأزمة، بتوضيحه إن السبيل الوحيد لإعادة الجنود هو التفاوض والتبادل، وتذكيره بالتعنت الإسرائيلي إبان صفقة التبادل السابقة مطلع العام 2004 على عدم إطلاق سراح عميد الأسرى المناضل الشيوعي سمير القنطار وغيره من الأسرى - هذا التعنت هو الذي أدى إلى عملية الأمس من أجل إعادة فتح ملف الأسرى الذي "تناسته" الشرعية الدولية المخصية أمريكيًا والمستسلمة لمنطق القوة الإسرائيلي.
أما التهديدات الإرهابية المباشرة التي وجهها رئيس الحكومة الإسرائيلي أولمرت ووزير "أمنه" بيرتس فتثبت، مرة أخرى، إن هذين الرجلين يريدان برهنة ان حكومتهما لا تقل عسكرانية وبلطجية عن حكومات إسرائيل المتعاقبة. كما أن في مستطاع المتمعّن في التصريحات الإسرائيلية قراءة محاولة ماكرة لجرّ سوريا إلى حافة المواجهة وإشعال فتيل التوتر في المنطقة، وهو ما قد يؤدي، في المحصلة، إلى حرب إقليمية ستجرّ الويلات على شعوب المنطقة، بما فيها الشعب الإسرائيلي.
إننا ندعو حكام إسرائيل إلى التراجع عن السيناريو التصعيدي الذي يحقق ذاته، في غزة وفي لبنان على السواء، ونحذرهم من مغبة زجّ المنطقة إلى هاوية حرب لا تحمد عقباها؛ ونعود ونؤكد ما سبق وقلناه في سياق عملية كرم أبو سالم، بان المخرج الوحيد هو بالحوار والتفاوض وبكبح جماح العدوانية الإسرائيلية، وبان الأمن الحقيقي لمواطني إسرائيل لن يتوافر إلا بتوافر أمن وحرية وكرامة الشعوب العربية الجارة وفي مقدمتها الشعبان العربيان البطلان الفلسطيني واللبناني.

"الاتــحـــاد"

الخميس 13/7/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع