أوقفوا هذا التصعيد الاجرامي العدواني!

واجهت المناطق الفلسطينية المحتلة، امس الخميس، تصعيدًا جنونيًا للجرائم الهمجية التي يرتكبها جند الاحتلال الاسرائيلي وعصابات مستوطنيه في مختلف المدن والقرى الفلسطينية في الضفة والقطاع. ولا يمكن تفسير هذا التصعيد العدواني الا انه جاء على خلفية ازالة ورقة التوت عن الموقف الحقيقي لحكومة الكوارث اليمينية الشارونية من خارطة الطريق ومن الهدنة الفلسطينية ومن الجهود المبذولة لوقف نزيف الصراع وخلق الظروف المناسبة لاستئناف العملية التفاوضية السياسية.
فكالثيران الهائجة انطلق جند هولاكو الاحتلال يعيثون فسادًا وجرائم قتل وتدمير وتصفية. عاد جند حكومة الاحتلال الى الاستهتار بالمواثيق الدولية والقانون الدولي والدوس عليهما. وخاصة بوثيقه جنيف الرابعة التي تحرم التصفيات والاغتيالات السياسية لقادة مقاومة الاحتلال على أيدي المحتلين.
فأمس قامت قوات الاحتلال الاسرائيلي وبناء على قرار سياسي من حكومة الاحتلال والدماء اليمينية بتصفية سياسية جسدية للشاب محمد أيوب داود سدر البالغ من العمل 26 عامًا، لا لسبب الا عقابًا على نشاطه السياسي في مقاومة الوجود الاحتلالي الاستيطاني في بلده، خليل الرحمن، وفي وطنه الفلسطيني المحتل منذ 1967. كما قامت باعتداءات ارهابية سافرة ضد اهالي الخليل وارتكبت جرائم هدم بيوت في الخليل. ولم تسلم امس مدينة نابلس ومخيم عسكر ومدينة رام الله ومدينة جنين ومخيم جنين ومدينة رفح من انياب التصعيد الوحشي للعدوان الاسرائيلي، من هدم البيوت وتجريف الاراضي الزراعية واغلاق الحواجز والاعتداء على المحرمات وعلى الناس العزل من السلاح. هذا في وقت تشهد فيه المناطق الفلسطينية المحتلة، خاصة في منطقة القدس الشرقية وجبل ابو غنيم وفي كثير من الاماكن موجة تصعيدية واسعة من الاستيطان الكولونيالي.
ان الفلسطينيين، سلطة ومنظمات الذين يلتزمون بالهدنة ووقف اطلاق النار من طرف واحد يقابلهم في الطرف الآخر، الاسرائيلي، ومن طرف واحد، تصعيد عمليات اطلاق النار وشد الحبال بشكل استفزازي لتفجير الصراع الدموي من جديد ودفن خارطة الطريق كما دفنت اتفاقات اوسلو وتفاهمات واتفاقات تينيت وميتشيل.
حكومة شارون - موفاز تلعب بالنار الحارقة التي لا تقود الا الى التهلكة والى كوارث مأساوية مرتقبة. والشعب الفلسطيني وقياداته بحاجة الى غطاء امني ينقذهما من بطش وجرائم المحتل الاسرائيلي الدموية والهمجية. ومسؤولية هيئة الشرعية الدولية توفير مثل هذا الغطاء بإرسال قوات دولية لحماية امن وارواح الشعب الفلسطيني وانقاذه من آلة الاعدام التي يشحذها ويرفعها جزار المجازر.ان مسؤولية اللجنة الرباعية (الكوارتيت) - الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي وهيئة الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي - التي وقفت وراء خطة خارطة الطريق، ان تحرك ساكنًا وتعمل على كبح جماح ثور العدوان الاسرائيلي الهائج والزامه بتنفيذ مستحقاته الواردة في خارطة الطريق التي وافق عليها لفظًا ويعمل على نحرها وتفجيرها على ارض الواقع. عليها ان تتحرك قبل فوات الاوان، وقبل ان تحرق حكومة شارون جميع الجسور وتقود الى تفجير مأساوي للصراع لا احد يدرك مدى عواقبه الكارثية. مسؤولية انظمة الخيبة العربية ان تنفض غبار التخاذل والعجز عن اجسادها وتقف ولو لمرة واحدة موقفًا وطنيًا صادقًا يلجم النعتدي ويكبح جماح بلطجته العدوانية العربيدة. مسؤولية قوى السلام والدمقراطية اليهودية العربية ان تخرج من شرنقة اللامبالاة المخزية.

("الاتحـــــــــــــــــاد")
الجمعة 2003-08-15


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع