حالا وفورا
ألإغاثة لشعبنا لإنقاذه من جرائم المحتلين الوحشية

لم نبالغ عندما اكدنا في تعليقات سابقة، ان الحرب العدوانية على قطاع غزة التي يطلق عليها المحتل "امطار الصيف"، اشبه ما تكون بحرب ابادة ضد الفلسطينيين جسدا وقضية. فالمحتل الاسرائيلي لم يكتف في حربه العدوانية باستعمال اسلحة القتل والتدمير التقليدية، بل يلجأ في هذا العدوان الهمجي الى استخدام اسلحة غير تقليدية محرّمة دوليا. فحسب ما كشفه إخصائيو جراحة فلسطينيون ونشرته وزارة الصحة الفلسطينية ان جند هولاكو الاحتلال يستعملون قذائف سامة مُطورة تحدث شظاياها فتحات صغيرة في جسم الضحية التي تطالها، وتنتشر داخل الجسم محدثة تهتّكًا وحروقا للامعاء والطحال ومعظم الاحشاء الداخلية الأخرى، كما وتترك آثارا شديدة تصل الى حد التشوه جراء الحروق وبتر الاطراف، حيث تم بتر اثني عشر جريحا، وان هذه الشظايا تحتوي على بعض المواد السامة والاشعاعية بسبب ما تحدثه من تمزق جسدي واحتراق داخلي، سيترك آثارا سلبية على حياة ومستقبل المصابين بعد ان يتعافوا. وحسب المعطيات الفلسطينية فإنه منذ بدأ العدوان التصعيدي الدموي الاسرائيلي في السابع والعشرين من الشهر الماضي فإن 66% من اجمالي الجرحى الفلسطينيين الذين وصلوا الى المستشفيات كان بسبب اصابتهم بهذه الشظايا!! ولا يمكن وصف هذه الجريمة سوى انها جريمة حرب ضد الانسانية وضد الفلسطينيين. ولا تقتصر حدود ارتكاب جرائم الحرب عند استخدام قذائف التدمير والتشويه للجسد الانساني الفلسطيني، بل يرافق ممارسة هذه الجريمة ارتكاب جريمة العقوبة الجماعية بتجويع شعب بأكمله محاصر اقتصاديا داخل معسكر اعتقال جماعي في قطاع غزة يهدد بكارثة انسانية في القطاع. فحسب ما اوردته صحيفة "يديعوت احرونوت" في عددها الصادر امس الثلاثاء فإن المخزون الاحتياطي من السلع والاغذية الضرورية في القطاع، من السكر والزيت والطحين والارز وغيرها، لا يكفي الا لثلاثة ايام مما يهدد بكارثة انسانية اذا لم يجر العمل وبسرعة لإغاثة الشعب الفلسطيني وبتزويده بالسلع الحياتية الضرورية!
ان الاعلان عن جرائم الحرب هذه التي يرتكبها المحتلون في قطاع غزة تأتي في وقت تنشر فيه وسائل الاعلام انه في قصة الاتهام في محكمة لاهاي الدولية يجلس سبعة من الصربيين الجزارين لمحاكمتهم بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد مواطنيهم من الالبان الصرب المسلمين، ولن يكون مصير مجرمي الحرب من ارباب الاحتلال يا حكومة اولمرت بيرتس والجزارين بأفضل من مصير جزاري الصرب.
اننا من هذا المنبر الكفاحي، من "الاتحاد" نناشد جميع اصحاب الضمائر الحية في كل مكان بالتحرك والعمل لوقف العدوان الدموي الكارثي الاسرائيلي على قطاع غزة وباقي المناطق الفلسطينية المحتلة، كما نناشد جميع قوى الخير في بلادنا تسريع وتكثيف حملات الإغاثة لنجدة شعبنا المنكوب في قطاع غزة وتزويده بالسلع الضرورية الغذائية لتصليب صموده في مواجهة كوارث الاحتلال المجرم.

الأربعاء 12/7/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع