كلمة الاتحاد
مبادرتك مباركة يا محمد بركة

نشرنا في عدد الامس من "الاتحاد" عن مبادرة رئيس كتلة الجبهة في الكنيست النائب محمد بركة باقامة لوبي من اعضاء الكنيست مناهض لمشروع فيسكونسن الكارثي، وقد انضم الى هذه المبادرة عدد من اعضاء الكنيست من كتل مختلفة. انها مبادرة مباركة يا محمد بركة، خاصة وانها تستهدف بلورة مكبس ضغط برلماني مسنود بتصعيد نضالي جماهيري سياسي ونقابي للتخلص من براثن مشروع فيسكونسن المفترس لحقوق اصحاب الدخل المحدود من مستلمي مختلف مخصصات التأمين الوطني ومعطلين عن العمل. فمشروع فيسكونسن يندرج في اطار دولة تبيع املاكها ودورها الاقتصادي والاجتماع للقطاع الخاص، للرأسمال الخاص الاسرائيلي والاجنبي. فدولة يتبنى نظامها المنهج والنهج النيولبرالي الذي يستهدف تسليم مفاتيح قيادة الاقتصاد لاقتصاد السوق اوالسوق الحرة عن طريق الخصخصة (بيع شركات واملاك الدولة للقطاع الخاص) لم يكتف بنقل ملكية الشركات الاقتصادية المربحة عن طريق بيعها للقطاع الخاص والرأسمال الخاص، بل ينتهج سياسة خصخصة الخدمات الشعبية الحكومية ايضا ووضع مصيرها بايدي الرأسمال الخاص الاجنبي والاسرائيلي. ومشروع ويسكونسن الكارثي عبارة عن البندوق الشرعي للنيولبرالية واحد اشكال الخصخصة. فحسب مشروع ويسكونسن فان المخصصات التي كانت تدفع لمستحقيها من خزينة الدولة، من التأمين الوطني، مخصصات البطالة والشيخوخة. وتأمين الدخل وغيرها. فانه يجري خصخصتها بوضع مصيرها بايدي هذه الشركة الرأسمالية الاجنبية الخاصة. وكل شركة رأسمالية هدفها المركزي والاساسي العمل لجني اكثر ما يمكن من الارباح. وتستغل هذه الشركة الوضع المعيشي الصعب للمعطلين عن العمل والمتقاعدين لفرض شروط مذلة لتشغيلهم او حرمانهم من المخصصات بحجة رفض اماكن العمل المعروضة عليهم. ويجري جرجرة ضحايا ويسكونسن امام مكاتبها ايام واسابيع "حتى تتوفر اماكن العمل" ولا تؤخذ بالحسبان الناحية الانسانية، صحة المتقاعدين والمعطين عن العمل، ومن لا يسجل يفقد حقه في المخصصات والدخل. انه اسلوب همجي غير انساني جاء لمصادرة المحتاجين من ذوي المخصصات من حقهم الشرعي بالدخل الشهري من مخصصات التأمين الوطني التي موّلوا صناديقها من عرق جبينهم خلال سنوات عملهم حيث كانت تقتطع نسبة مئوية من اجورهم شهريا. فهذه المخصصات التي تدفع للمعطلين عن العمل وغيرهم ليست حسنة من احد بل حق لهم تعمل الشركة الرأسمالية ويسكونسن لمصادرته بشكل ارباح تدحرجها الى جيوبها.
وما نأمله ان يؤلف اللوبي البرلماني الذي بادر النائب بركة لاقامته رافعة جديدة في المعركة لالغاء مشروع ويسكونسن والتخلص من مآسيه الاجتماعية. واذا جرى بشكل حكيم التنسيق بين النضال البرلماني والجماهيري السياسي والنقابي بهدف الكفاح المشترك فان الامل يصبح كبيرا بدفن مشروع ويسكونسن وتخليص ضحاياه من انيابه السامة.
الثلاثاء 27/6/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع