عندما يلجأ أولمرت إلى التضليل المنهجي!

القى رئيس الحكومة ايهود اولمرت مساء امس الخميس خطابا امام المجتمعين في منتدى قيسارية، وقد حاول اولمرت بشكل ديماغوغي رسم صورة وردية عن حالة الاقتصاد الاسرائيلي، فمن استمع اليه يخرج بانطباع وكأن اسرائيل تعيش في حالة ازدهار اقتصادي ومواطنوها ينعمون في بحبوحة العيش. فلطمس جوهر الحقائق والواقع عن حالة التطور الاقتصادي والاجتماعي لجأ رئيس الحكومة الى التعامل بشكل انتقائي مع الدلائل والمؤشرات الاقتصادية لاثبات مصداقية السياسة الاقتصادية- الاجتماعية المنتهجة. فعلى سبيل المثال ركز في مطلع خطابه على ابراز النسبة العالية نسبيا لوتيرة النمو الاقتصادي، فهذه الدالة الاقتصادية تعكس الحصيلة النهائية لزيادة او انخفاض الانتاج القومي الاجمالي خلال سنة مقارنة بحصيلة السنة التي سبقتها، والمعطيات الرسمية تشير الى زيادة وتيرة النمو الاقتصادي في السنة الماضية بنسبة اكثر من خمسة في المئة ويتوقع ان تكون الزيادة في العام الجاري اكثر من خمسة في المئة ايضا. ومن لا يعلم بواطن ومدلولات المؤشرات والدلائل الاقتصادية يخرج، بعد سماع هذه الزيادة في المجال التنموي، بانطباع ان الدنيا بخير في اسرائيل، ولكن اذا حللنا هذه الزيادة في وتيرة النمو الاقتصادي على قاعدة من استفاد من هذه التنمية وعلى حساب من حصلت التنمية فإن الصورة الحقيقية تتضح اكثر من حيث جوهر الاجتماعي وبعدها الاجتماعي. فالحقيقة التي لم يستطع انكارها وزير المالية في حكومة اولمرت، ابراهام هرتزون، في خطاب له قبل خطاب اولمرت بيومين، ان ما رافق زيادة وتيرة النمو الاقتصادي اتساع وتعمق فجوات التقاطب الاجتماعي بين الاغنياء والفقراء في المجتمع الاسرائيلي، خاصة خلال السنوات الثلاث الماضية من سنة الفين واثنين الى سنة الفين وخمسة، أي في السنوات التي يتفاخر اولمرت انه تحققت "انجازات" اقتصادية فيها. فزيادة النمو الاقتصادي كانت قاعدة زيادة ثراء الاغنياء على حساب زيادة فقر الفقراء، ففي السنوات الثلاث الماضية زاد عدد الفقراء وسكان تحت خط الفقر بثلاثمئة الف فقير مقابل زيادة عدد المولطي مليونيريين بعشرين في المئة والمليونيريين باكثر من 12%. في السنة الاخيرة لوحدها، سنة الفين وخمسة زاد عدد المولطي مليونيريين بسبعة عشر " قط سمان" جديد واصبح عددهم اربعة وثمانين مولطي مليونير ( من رأسماله النقدي السائل اكثر من ثلاثين مليون دولار) وزاد عدد المليونيريين (رأسماله اكثر من مليون دولار) بثماني مئة مليونير ليصبح عددهم اكثر من سبعة الاف واربعمائة مليونير، يقابلهم زيادة في عدد الفقراء الجدد في نفس السنة باكثر من مائة وعشرين الف فقير. هذا اضافة الى تضليل اولمرت بتغييب الاحتلال الاسرائيلي الاستيطاني كعامل سلبي على التطور الاقتصادي، فما يميز اسرائيل من جراء السياسة الممارسة هو اللامساواة اجتماعيا والتبعية للرأسمال الاجنبي.

"الإتحاد"

الجمعة 23/6/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع