كلمة الاتحاد
أوقفوا جرائم قتل الأطفال والمدنيين!

منذ ارتكاب المجزرة الدموية بقتل عائلة غالية على شاطئ بحر غزة يوم الجمعة الماضي فان حكومة اولمرت- بيرتس الاحتلالية تواصل يوميا تصعيد عدوانها الاجرامي وارتكاب الجرائم والمجازر بقصف المدنيين وايقاع الضحايا بين قتلى وجرحى من الاطفال والنساء والشباب والشيوخ في شمال قطاع غزة المحاصر بقوات جند هولاكو الاحتلال الاسرائيلي. فأمس ادى القصف العدواني الى قتل امرأة فلسطينية شابة في الثلاثينيات من عمرها وجرح اربعة عشر شخصا بينهم ثلاثة اطفال جروحهم خطيرة، هذا وقد كشف النقاب امس الاربعاء عن بلورة خطة عدوانية واسعة النطاق في قطاع غزة تم الاتفاق عليها بين وزير "الامن" عمير بيرتس وقادة الجيش، وحسب ما ذكرته صحيفة "يديعوت احرونوت" في عددها الصادر امس، ان حكومة الاحتلال الاسرائيلي تنتهز الفرصة المناسبة للمباشرة بتنفيذ خطة توسيع العدوان على قطاع غزة، وان هذه الخطة تتكون من ثلاث مراحل، درجات، لتصعيد العدوان، حيث تكون المرحلة الاولى عبارة عن هجمات جوية، اذ تقوم طائرات الاحتلال الاسرائيلي بقصف مخيمات فلسطينية ومواقع قيادات فلسطينية ومؤسسات فلسطينية في قطا ع غزة، أي تدمير احياء سكنية وهدم وتدمير ما تبقى من بنية مدنية وعسكرية فلسطينية. وفي المرحلة الثانية يجري التركيز على اصابة اهداف محددة، تصفية واغتيال قادة سياسيين وعسكريين من حركة حماس ومن مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية، ولا يستثنى احد لا رئيس الوزراء اسماعيل هنية ولا أي وزير او قائد فلسطيني من مختلف الوان الطيف السياسي الفلسطيني. اما في المرحلة الثالثة، او الدرجة الثالثة من التصعيد العدواني فيجري اجتياح واحتلال القطاع بدخول وتقدم قوات برية تساندها قوات بحرية وقوات جوية بقصف مكثف من الطائرات الغازية الامريكية الصنع.
ان الذريعة التي تلجأ اليها حكومة الاحتلال الاسرائيلي لتبرير خطتها التصعيدية العدوانية واسعة النطاق هي القضاء على مواقع اطلاق صواريخ القسام من قطاع غزة، وخاصة من شماله، وهذه حجة واهية اذا ما دخل الاطفال على شاطئ غزة وما دخل البيوت السكنية والملاعب والاحياء المدنية التي يجري قصفها وتدميرها باطلاق صواريخ القسام. هذا بالرغم من اننا في "الاتحاد" اكدنا دائما، ونؤكد اليوم بان رد الفعل على جرائم القصف والاغتيالات التي يمارسها المحتل الاسرائيلي، رد الفعل على هذه الجرائم والاستفزازات بقصف الداخل الاسرائيلي، سديروت وغيرها، لا يفيد مصلحة الكفاح الفلسطيني العادل، بل يضرّ به، اذ تستخدمه اسرائيل العدوان لتبرير تصعيدها العدواني الهمجي وللتهرب من استئناف العملية التفاوضية مع القيادة الشرعية الفلسطينية، وبرأينا ان الهدف من وراء التصعيد الجنوني للجرائم التي يرتكبها المحتل وجنده في الآونة الاخيرة وخطة التصعيد واسعة النطاق، الهدف من وراء كل ذلك عرقلة وافشال مساعي الوحدة الوطنية الفلسطينية، عرقلة الحوار الوطني الفلسطيني وافشال توصله الى وفاق وطني مبني على برنامج سياسي للتسوية السياسية، فنجاح مساعي الوحدة الوطنية الفلسطينية يضع في زاوية العزلة دوليا مخطط الانطواء ورسم الحدود من طرف واحد لتصفية الحقوق الوطنية الفلسطينية. فالرد الحكيم لافشال مخططات المحتل ولدفع عجلة الحق الفلسطيني المشروع هو الاسراع في رص صفوف الوحدة الوطنية وقطع دابر الفلتان  الامني بما في ذلك اطلاق الصواريخ الفلسطينية باتجاه الداخل الاسرائيلي والانطلاق لكسب التأييد العالمي للحق الفلسطيني الوطني بالدولة والقدس والعودة.

الخميس 22/6/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع