"اللي فينا بكفينا يا اهلنا ومش ناقصنا العنف"

اللجوء الى العنف، والحديث بلغة العصا والحجارة والسكاكين والرصاص، لا يولد سوى المآسي ووقوع الضحايا. ولن يكون أي طرف رابح من وراء ممارسة العنف، فكل الاطراف لا تحصد الا الخسارة والدموع وفقدان اعزاء لا يمكن تعويضهم بمال قارون. وكثيرة هي الحالات انه يجري الاحتكام، ولاتفه الاسباب، الى لغة العنف لفض الاشكالات والتي لا تكون نتيجتها سوى جرائم مخضبة بدماء الضحايا. فيوم امس الاول، الجمعة، كانت قرية يافة الناصرة مسرحا مأساويا لحادث عنف مؤسف تمخض عن سقوط قتيل وجريحين. فقد نشب شجار بين عائلتين متجاورتين في يافة الناصرة اختلفتا على ممر طريق بينهما!! وكانت نتيجة هذا الشجار المؤسف مقتل المأسوف على شبابه هاني عادل زعاترة وعمره 38 عاما، وهو اب لخمسة اولاد!!
لقد سارعت بعض وسائل الاعلام الصفراء الى تأجيج الفتنة الطائفية وذلك من خلال الادعاء التضليلي بان النزاع في يافة الناصرة نشب بين مسلمين ومسيحيين!! وهذه البضاعة الفاسدة والمتعفنة لن تجد لها سوقا رائجة بين اهلنا في يافة الناصرة او في غيرها من مدننا وقرانا العربية.
لنا كل الثقة بجميع الخيرين في يافة الناصرة، من رئيس مجلس يافة الناصرة، المهندس شوقي خطيب واعضاء المجلس المحلي والوجهاء المحترمين من مختلف هويات الانتماء، من يافة ومن خارجها، بانهم سيبذلون كل جهد لاحتواء هذا الحادث المؤسف وضمان التهدئة وخلق الظروف المناسبة، والمناخ المناسب لاصلاح ذات البين بين العائلتين المتخاصمتين.
فيا جميع اهلنا وجماهيرنا العربية في يافة الناصرة وفي جميع مدننا وقرانا العربية "يكفينا اللي فينا"، يكفينا المصائب المأساوية التي نواجهها من جراء سياسة القهر القومي العنصرية التي تمارسها السلطة التمييزية ضد مواطنينا العرب وحقهم بالعيش الكريم والتطور بمساواة والبقاء فوق تراب وطننا. يكفينا مآسي البطالة والفقر وصعوبة توفير رغيف خبز الحياة وضمان حياة مستورة حتى آخر كل شهر، ومش ناقصنا كعرب مصائب اضافية تولدها اعمال العنف واللجوء الى لغة العنف التي لا ترحم اصحابها وكل من يقع في نار جهنمها. فهنالك كل الامكانيات لتجنب لغة العنف المدمرة اذا جرى الاحتكام الى اسلوب التفاهم وتوسيع الصدر والتسامح والاحترام المتبادل للحقوق، واذا عجز هذا الاسلوب عن اصلاح ذات البين في حل الاشكالات والقضايا المختلف عليها بين طرفين فلا مفر عندها من التوجه الى القضاء للاحتكام الى القانون والعدالة. وبرأينا ان الكثير الكثير من القضايا والمشاكل التي جرى حلها بواسطة بلطة العنف الدامي كان بالامكان حلها سلميا بالتفاهم وتجنب اراقة الدماء الزكية.
كل ما نتمناه ان نقطع دابر مظاهر العنف من مسكبنا الوطني وان تتخطى يافة الناصرة المحنة بسرعة ويعود الوئام الى العائلات المتخاصمة، كما نتمنى الصبر والسلوان لعائلة الفقيد هاني زعاترة والشفاء العاجل للجرحى.
وليكن هذا الحادث المأساوي خاتمة احداث العنف المأساوية.
الأحد 18/6/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع