كلمة ((الاتحاد)):
لطخات على البيت الأبيض

في هذه الأيام تتزايد المعلومات بشأن حقيقة ما تواجهه قوات الاحتلال الأمريكية في العراق. صحيفة "الغارديان" البريطانية الموثوقة تنشر تحقيقًا يعتمد على المصادر العسكرية الأمريكية نفسها، والتي تقرّ: خسائرنا أكبر من المُعلن. أي أن جهاز الدعاية في البيت الأبيض يتستّر ويكذب. نقطة.
بالاضافة الى ذلك، يخرج قائد القوات البرية الاحتلالية في العراق، ديفيد ماكيرنان، ليقول صراحة في حديث صحفي إن المقاومة العراقية ستستمر "حتى لو نجحنا بتصفية صدام حسين". ولن نتوقف كثيرًا عند مصطلحات التصفية المنسولة من عقلية المافيا. ما يهم هنا هو هذا السقوط المدوّي لقناع الكذب الأمريكي الرسمي. فهنا أيضًا "هذا النصر شر من هزيمة" كما قال شاعرنا الراحل توفيق زياد.
ما الذي لم يقولوه لمجتمعهم وللعالم.. "بناء عراق جديد"، "دمقرطة بغداد"، "كسر أحد محاور الشر"، "أسلحة دمار شامل" (وكأن الأمريكان يحاربون بالسيف والترس).. وغيرها من هذا الهراء الاستعماري المقزّز. ولكن الحقائق تظلّ أقوى. هذه الحرب التي ظن مخططوها أنها ستكون رحلة صيفية قصيرة الى الشرق، تتبدى الآن كما هي. بدون رتوش وتجميل ديماغوغي مخطط. فمن قال إن شعب ما بين النهرين يقل عن الشعب الفيتنامي البطل الذي دحر سادة البطش الامريكي قبل عقود؟!
ويا لمأساة ضعيفي النفوس والارادة الذين سارعوا الى الاستكانة واعتبار التسلّط الامريكي المسلّح وكأنه من حتميات القدر. فهؤلاء، المتربعون على عروش الذل، وأتباعهم من بطانات وحواشٍ سياسية وإعلامية واقتصادية، ظلوا يتمنون مرور العاصفة فيما هم يطأطئون الهامة والكرامة، حتى بدأت المقاومة العراقية تقوم بالواجب. ولنتّفق،حين يتبجّح هؤلاء فأمامنا طريقان: إما سدّ الآذان عن سيل تذللهم وإما مواجهتهم بما علمَنا التاريخ إياه، من أن القدر سيستجيب حتمًا لكل شعب يريد الحياة.
وشعب العراق يريد الحياة،
مقاومته للمحتلّ الامبريالي هي السبيل،
ومستقبله رهن يديه هو.
إنها ليست رهن "الأيادي القذرة"، سواء في البيت الأبيض الملطّخ أو غيره.
جورج بوش يعيش الآن أزمة حقيقية لم يعد بالامكان التستّر عليها. وكم نأمل أن يتيقظ المجتمع الامريكي فيحقن دم أبنائه الجنود ويوقف هذا الاستعمار الجديد في مطلع القرن الجديد.

(الاتحاد)
الخميس 2003-08-07


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع