كلمة الاتحاد
يجب محاكمة المجرم الحقيقي لا ضحايا مجزرته في شفاعمرو

من السمات التي اصبحت مميزة وتطبع بميسمها سياسة حكومة الكوارث الجديدة الممارسة، حكومة كديما اولمرت والعمل بيرتس، انها تصعد من هجومها العدواني يوميا ليس فقط بارتكاب الجرائم والمجازر ضد الشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة، في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة وقطاع غزة، بل كذلك بارتكاب الجرائم العدوانية ضد المواطنين العرب، ضد الاقلية القومية العربية الفلسطينية في وطنها، في اسرائيل. فأمس الاول قامت اذرع القمع والهدم السلطوية بهدم خمسة بيوت عربية في مدينة اللد، وقبل بزوغ فجر يوم  امس، الثلاثاء، قامت قوة هائلة من اذرع القمع السلطوية، اكثر من خمسمئة شرطي ورجال قمع بفرض جو ارهابي على مدينة شفاعمرو وباعتقال سبعة شباب بتهمة منع المجرم الارهابي الفاشي نتان زادة من مواصلة المجزرة الدموية التي ارتكبها في مدينة شفاعمرو في مطلع شهر آب من السنة الماضية وراح ضحيتها اربعة من الشهداء الابرار وعدد من الجرحى. ان اعتقال الشباب السبعة يعتبر استفزازا لمشاعر اهالي شفاعمرو وجماهيرنا العربية واستهتارا واستخفافا بدم الشهداء المسفوك غدرا وعدوانا. فمن يجب اعتقاله وتسليمه الى ايدي العدالة هو من وقف وراء المجرم نتان زادة الجندي في جيش العدوان الاسرائيلي، ومن يجب اعتقاله وتقديمه الى ايدي العدالة هي قوات "الامن" الاسرائيلية التي لا توفر الامن للمواطنين العرب. ومن يجب تقديمه الى ايدي العدالة هي البيئة الموبوءة بالعداء والكراهية التي ترعرع وتربى في كنفها المجرم السفاح نتان زادة، فالارهابي زادة رضع الحليب الفاسد من حلمات سياسة التمييز العنصري السلطوية وممارساتها الاجرامية العدوانية في المناطق المحتلة وضد العرب داخل اسرائيل.
ان اعتقال الشباب السبعة الشفاعمريين يعني من حيث المدلول السياسي ان حكومة الكوارث والقهر القومي تبث رسالة واضحة المعالم مضمونها تشجيع كل مجرم عنصري فاشي بارتكاب السبعة وذمتها ضد العرب، فالحكومة توفر له التغطية، ومن سينال العقاب والمساءلة والمحاسبة هو الضحية وليس المجرم ابدا.
لقد جرى توقيت عملية الاعتقال بعد عشرة اشهر من ارتكاب المجزرة الرهيبة في شفاعمرو مما يعكس حقيقة النوايا العدوانية التي تتضمنها السياسة الحكومية المعادية للعرب. وعمليا جرت عملية الاعتقال الاستفزازية العدوانية في وقت يجري فيه الاعداد في شفاعمرو لاحياء الذكرى السنوية الاولى للمجزرة في مطلع شهر آب. وامس نشرنا في "الاتحاد" دعوة عضو البلدية الجبهوي احمد حمدي لجميع الاحزاب والقوى الشفاعمرية للتداول حول احياء ذكرى المجزرة.
اننا اذ نستنكر وندين اعتقال الشباب السبعة نطالب باطلاق سراحهم فورا، كما نطالب بالتحقيق مع الشرطة وقوات الامن لماذا لم توفر الحماية والامن لاهالي شفاعمرو ومنع المجرم الفاشي من تنفيذ المجزرة، خاصة وانه كان يخدم في الجيش وترك وحدته ويعرفون اصله وفصله وهويته العنصرية الفاشية المعادية للعرب.
كما اننا نناشد جميع القوى الخيرة والدمقراطية العربية واليهودية التضامن مع اهالي شفاعمرو والمطالبة باطلاق سراح المعتقلين وصد الهجمة الارهابية السلطوية الجديدة.

الأربعاء 14/6/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع