كلمة ((الاتحاد)):
درس مسحة

أقدمت قوات الاحتلال الاسرائيلي، صباح أمس، على تنفيذ تهديداتها التي تطلقها منذ فترة فاقتحمت خيمة اعتصام أقيمت في قرية مسحة (قضاء سلفيت) التي يتهدد أرضها الضم والمصادرة لصالح شبكة جدران الفصل العنصري.
شهود العيان يروون أن الخيمة ضمت متطوعين وناشطين فلسطينيين واسرائيليين وأجانب ممن يجمعهم الموقف الرافض للاحتلال الاسرائيلي على الاراضي الفلسطينية المسلوبة عام 1967. وعندما قدمت القوة الاحتلالية احتجوا بشكل سلمي عبر الجلوس الاعتصامي على الأرض، ولكن جنود البطش جروهم جرًا الى المعتقل في مستوطنة أريئيل.
إن الاحتلال، نهجا وسياسة وعقلية استعلائية، ماضٍ في غيّ مخططاته التوسعية. هذا ما كان في مسحة أمس، ولكن عمر البطش هذا بعمر الاحتلال. والسؤال الآن: لماذا تصرّ هذه السلطات الاجرامية على ملاحقة وطرد الناشطين الاجانب، ومنع الناشطين الاسرائيليين من التواجد الى جانب الفلسطيني في قريته وبلدته ومدينته؟ لا شك أن عقلية الفصل لا تقتصر على الجدران، بل تمتد الى مواصلة قطع أبناء الشعبين عن بعضهما، وإبعاد أعين شعوب العالم عما يقترفه هذا الاحتلال الفاشي يوميا. ففي النهاية، يقض هؤلاء الجريئون مضجع جنرالات الحرب والاستيطان والسياسة، وفي ظن هؤلاء الأخيرين أنه يمكن التصرف بالمصير الفلسطيني كما لو كان فناءهم الخلفي! هكذا ظن مستعمرون أقدم منهم وأقوى، ولكن هيهات.. فعمر الشعوب أطول وحقوقها أثبت، وهذا الشعب الفلسطيني هو جامعة عريقة في هذا المضمار.
ولا بد من ان نسجّل أمامنا موقفا نعبّر فيه عن التقدير النضالي لشابات وشبان يأتون من مختلف أصقاع الأرض للتضامن الفاعل والحقيقي مع هذا الشعب المسلّح بالحق. وبموازاة ذلك نؤكد على وجوب مواصلة وتعميق العلاقة الكفاحية مع اليهود الاسرائيليين الذين يساهمون عبر تضامنهم في معركة التحرر الفلسطيني من الاحتلال الذي يكرّسه حكام هذه البلاد.إن هذا النضال المشترك يساهم في إبراز البعد الانساني لقضية الشعب الفلسطيني العادلة. انه كفاح من أجل الحرية والكرامة والعيش دون قيود. وأمام محاولات دمغ الفلسطيني بالارهاب ما أحوجنا الى تأكيد لحمة أحرار العالم من أجل الحق الفلسطيني.
ولا بد من ملاحظة: أمام رؤية هؤلاء المتطوعين الذين يعتصمون مع الفلسطيني في بيته وعلى أرضه علينا أن نتوقع من شباب الجماهير العربية تعميق دورهم الكفاحي. فهذا هو الموقف الوطني الانساني والضميري. وفي ظل اشتداد وطأة القمع الاسرائيلي، يصبح الأمر بمثابة أمر الساعة.

(الاتحاد)
الاربعاء 2003-08-06


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع