انتحر ولم يفش غلّه الفاشي العنصري

قرية "العقبة" الفلسطينية الوادعة، الواقعة شرق مدينة طوباس في الضفة الغربية المحتلة، نجت امس الاول بالصدفة، من مجزرة دموية رهيبة خطط لارتكابها احد جنود الاحتلال من ارذال الفاشية العنصرية المدكوك دكا بالكراهية البهيمية المعادية للعرب الفلسطينيين.
فالمرذول الفاشي واسمه يسرائيل ريينمان، من عائلة يهودية تسكن في مدينة بروكلين الامريكية، جاء الى البلاد قبل شهر فقط والتحق بجيش الاحتلال الاسرائيلي رأسا، فهو كامل الاوصاف فيما يتعلق بتربيته السياسية اليمينية الفاشية المعادية للعرب. جاء جاهزا مستعدا لاطلاق النار وافتراس الضحايا من العرب الفلسطينيين. وفي جو تصعيد العدوان الدموي الذي يمارسه المحتل الاسرائيلي من قصف لقطاع غزة وتصفية واغتيال شخصيات فلسطينية في الضفة والقطاع، في جو تصعيد التحريض المنهجي الدموي ضد الشعب الفلسطيني وقيادته وجد هذا المأفون الفاشي مستنقعه ومكانه المناسب للسباحة في صنته واوحاله. واستغل هذا الفاشي العنصري قيام جيش الاحتلال بتدريبات في المنطقة المحيطة بقرية العقبة فانسل ودخل جامع صلاح الدين لارتكاب جريمته. ولحسن الحظ وبالصدفة، انه عندما دخل هذا المجرم الفاشي ودنس حرمة الجامع لم يكن أي من المصلين متواجد في المسجد، والا لارتكب مجزرة دموية شبيهة بالجريمة التي ارتكبها الفاشي غولدشطاين في الحرم الابراهيمي في خليل الرحمن قبل عدة سنوات. وعندما لم يجد أي من المصلين فرغ الفاشي العنصري حقده الاعمى على محتويات الجامع، واخذ يطلق الرصاص بكثافة على اثاث واعمدة وشبابيك الجامع مخلفا الدمار والخراب الكبيرين. ولم يكتف بتدنيس وتخريب الجامع بل خرج لمواصلة جريمته باطلاق الرصاص بشكل عشوائي صوب بيوت العقبة المجاورة للمسجد والظاهر انه لم يفش غله بايقاع الضحايا الفلسطينيين، ولهذا عاد الى الجامع وانتحر.
وجريمة هذا الفاشي المنتحر جزء عضوي من الجريمة الكبرى التي يخطط لها ويمارسها المحتل الغاشم، فقرية العقبة تتعرض لمؤامرة تهجير اهلها وتهويدها، تتعرض لمؤامرة هدم المسجد والبيوت المحيطة به وذلك في اطار برنامج الضم ورسم الحدود السياسية لاسرائيل.
ان انياب الذئب يا شعبنا ويا كل فصائله في المناطق المحتلة ويا سلطة فلسطينية وحكومة فلسطينية، مستحوذة ومتأهبة لافتراس جسد وحقوق الشعب الفلسطيني، الم يحن الوقت لتدركوا انه لا مفر من وحدتكم الوطنية المتمسكة بثوابت حقوق شعبكم الوطنية المهددة بالاغتصاب. بانشغالكم بصراعاتكم واقتتالكم تقدمون اكبر خدمة لعدو شعبكم المتربص بكم جميعا. فباسم قضيتكم العليا الممهورة بأغلى التضحيات من دماء ومعاناة الجرحى والثكالى والمجاعة ارتفعوا الى مستوى المسؤولية.
الخميس 8/6/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع