كلمة ((الاتحاد)):
كل الجهود لإفشال مخطط الدمج!

عادت حكومة شارون - نتنياهو الى التكشير عن أنيابها المفترسة من خلالها طرحها وإقرارها مرة اخرى لمشروع الدمج بشكل انتقائي، رغم المعارضة الواسعة لهذه الخطة التي لا تنتج سوى الأضرار الجسيمة لأهالي القرى المشمولة في إطار الدمج السلطوي.
لقد وقع القرار الجائر الانتقائي بدمج قرى ابوسنان ويركا وجولس وجت ويانوح في اطار مجلس اقليمي واحد كالصاعقة على اهالي هذه القرى الشقيقة. وأهالي هذه القرى الذين يوجهون أصابع الاتهام الى السلطة التي لا تنشد الخير من وراء الدمج ولا خدمة المصالح الحقيقية لتطور القرى المنوي دمجها ولا مصلحة اهلها، فانها لا تخرج من دائرة الاتهام بعض المتعاونين العرب مع المخطط التآمري للدمج، الذين أبعد ما يشغل تفكيرهم هو خدمة مصلحة أهالي قراهم.
إن سكان القرى المذكورة يؤكدون وبحق أن هدف السلطة الحاكمة من وراء خطة الدمج المطروحة ليس بريئًا أبدًا وبعيدًا عن الدافع الأساسي الذي تطرحه الحكومة ووزارتي المالية والداخلية وهو التوفير في الميزانيات الحكومية المخصصة للمجالس المحلية كوسيلة من وسائل تقليص العجز الحكومي الهائل والمتراكم! فإن الدوافع الأساسية من وراء دمج هذه القرى يندرج في اطار سياسة "الدرزنة" التي تنتهجها الحكومة كجزء عضوي من سياسة "فرّق تسد" بين جماهيرنا العربية بين ابناء هوية الانتماء القومي العربي الواحدة "درزنة" و"أسلمة" و"نصرنة" مدننا وقرانا، خلق تجمعات مجموعة على اساس طائفي ديني وخلق الارضية للقلاقل والبلبلة وتفعيل محراك الشر الطائفي لضرب وحدة الجماهير العربية الكفاحية وصرف انظارها عن ما تخططه سلطة التمييز القومي من برامج سوداء ضد المواطنين العرب، وبغض النظر عن هوية انتمائهم الطائفي او العقائدي - السياسي. كما يرى سكان هذه القرى ان احد اهداف مشروع الدمج السلطوي هو مصادرة ما تبقى من اراض عربية لاقامة الثلاثين مستوطنة جديدة، التي يخطط شارون وحكومته للمباشرة في اقامتها في الجليل والنقب كما اعلن مؤخرًا. كما يرفض سكان واهالي القرى المذكورة مشروع الدمج المشؤوم لانه يتناقض مع موقف ورغبة اهل القرى وحقهم الدمقراطي في الحفاظ على الهوية التاريخية المستقلة لقراهم، يرفضون الاملاء القسري السلطوي المنافي والمناقض للحق الانسان الدمقراطي الاولي. كما أن اهالي هذه القرى، وخاصة اهالي ابوسنان، يتساءلون لماذا اخذ بالاعتبار مقياس بنية النسيج الاجتماعي في كفرياسيف والناصرة والبقيعة وغيرها. واخرجت من دائرة مشروع الدمج، بينما لا تؤخذ بالاعتبار بنية النسيج الاجتماعي في ابوسنان. فإذا كان هدف السلطة لتنفيذ مآربها السوداء المذكورة آنفًا تختصر وراء قناع "الدرزنة" واقامة تجمع مدموج من قرى عربية درزية، فإن ابوسنان لا ينطبق عليها هذا المقياس، خاصة وان العائلة الابوسنانية تتألف من الطوائف الثلاث المتآخية وفي وقت يؤلف ابناؤها من المسلمين والمسيحيين اكثر من سبعين بالمئة من مجمل سكان القرية.
لقد انطلقت شرارة التصدي لهذا المخطط من القرى المذكورة، ونحن على يقين بأن وحدة اهالي هذه القرى ومختلف الوان الطيف السياسي والطائفي والعائلي فيها وفيما بينها سيفشل مخطط الدمج.

("الاتحـاد")
الاحد 2003-08-03


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع