ويبقى إميـل . . حـبـيـبَـنـا

* آخر ما كتب وقال وفعل قائدنا وأديبنا الشيوعي الراحل إميل حبيبي، يفضحُ زيف أجزاء واسعة ممّا نُشر على لسان ابنته، السيّدة غنادري *
 

• بوتقة الصِّهر

يبدو أنَّ الملف الخاص الذي تضمَّنه ملحق "الإتحاد" في الذكرى العاشرة لرحيل إميل حبيبي (28 نيسان الفائت) قد قضّ مضاجع البعض. فـ"تذكر" هذا البعض الذكرى و"أحياها" ("فصل المقال"، 5 أيّار) بنشر مقابلة مفبركة مع نجلته ("الطبيبة الأديبة الشاعرة د. رواية حبيبي غنادري" - كما عُرِّفت في "المقابلة")، وجاء أنّ من أجراها هو السيّد وليد أيوب.
ولم يتورّع هذا البعض عن تخصيص الجزء الأكبر من المقابلة، لسبّ الحزب الشيوعي وصحيفته والإساءة إلى رموزه وقادته التاريخيين (وأوّلهم حبيبي نفسه) والتلاعُب بالحقائق الدامغة. وفي بعض الأحيان كان هذا يجري، مباشرةً، على لسان زوج السيّدة غنادري، الذي يشتغل محترفًا في حزب "التجمّع" (أو - من أجل الأمانة وإمعانًا في الدقة - في "التيّار القومي بقيادة النائب عزمي بشارة"، كما جاء في جريدة التيّار، على لسان غنادري)، وهو – أي زوج السيّدة غنادري – يُعتبر، وبحق، من محترفي التمترس في بوتقة آسنة مُزمنة من العداء الأرعن الأحمق للحزب الشيوعي والجبهة الدمقراطية.

• في بقاء إميل حبيبي


نبدأ من امتعاض "البعض" الآنف واستشاطته حقدًا على مجرّد قيام "الإتحاد" بواجبها الإنساني والوطني والمهني، بإحياء ذكرى رئيس تحريرها التاريخي، الذي يجسّد شخصُه جزءًا كبيرًا ومشرقًا من تاريخ شعبنا وحزبنا وصحيفتنا، والذي تاريخ هذا الشعب وهذا الحزب وهذه الصحيفة هو الجزء الأكبر والأكثر إشراقًا من تاريخه؛ فما المزعج في أنّ الراحل باقٍ في وجدان شعبه وحزبه وصحيفته؟ هل كان لحبيبي شعب آخر غير شعبه الفلسطيني؟ أو حزب غير حزبه الشيوعي؟ أو صحيفة غير صحيفته "الإتحاد"؟!
فحبيبي لم ينقطع عن نشر مقالاته في "الإتحاد"، منذ تأسيسها في أيّار 1944 وحتى رحيله في أيّار 1996، إلا لفترة وجيزة جدًا، وبغير إرادته. ثمّ أنه أصرّ في آخر أيّامه، وخلال تصوير فيلم عن حياته، على الحضور إلى بيت "الإتحاد" في شارع الحريري بوادي النسناس، وقضى ساعات طويلة بصحبة رفاقه وتلاميذه، رغم وضعه الصحي.
وقد ارتأينا في "الإتحاد"، وبموافقة ومباركة قيادة الحزب، وجوبَ إحياء هذه الذكرى بما يليق بصاحبها. وكان لهذا أصداء طيّبة عدّة، أحدها رسالة تلقيناها من إحدى حفيدات إميل حبيبي (محفوظة في ملف التحرير)، تعبّر فيها عن عمق تأثرّها لهذه الخطوة وتقديرها لها. وأعتقد أن غالبية القرّاء سعدوا في ذلك الصباح برؤية إميل حبيبي على صدر ملحق صحيفته، التي ارتبط اسمه بها وارتبط اسمها به؛ يخطبُ في حشود مشنـّفة الآذان في ناصرة الأول من أيّار. ولم يخطر ببالنا أنّ إيفاء هذا الرجل جزءًا من حقّه سيكون مزعجًا لذاك البعض المُهستِر.
فالحقيقة هي أنّه رغم تباين وجهات النظر والجدل حول السنوات الأخيرة في حياة إميل حبيبي، فإن الغالبية الساحقة من أبناء شعبنا ورفاق حزبنا وجبهتنا وقرّاء صحيفتنا، يعون جيدًا نوعَ وكمَّ الدور الذي لعبه هذا العملاق في محطات مفصليّة ومنعطفات تاريخيّة من حياة هذا الشعب، وهذا الحزب، وهذه الصحيفة؛ الذين يشكـّل حبيبي أحد معالم التقائهم، مُسطـِّرًا سيرةَ مشواره/ مشوارهم المشترك؛ يعرفون إنه كان عاملاً رئيسًا في موقف الشيوعيين العرب (عصبة التحرّر الوطني)، الموجع والصعب لكن العقلاني والشجاع، الموافقة على قرار التقسيم، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرض فلسطين وتفادي نكبة شعبها وتهجيره، وفي توحيد الشيوعيين العرب واليهود في تشرين أوّل 1948، وانتفاضة أيّار 1958 بالناصرة، والنضال ضد إرهاب وعنجهية الحكم العسكري، وانقسام مجموعة ميكونس-سنيه القومجيّة الصهيونيّة عام 1965، والانتصار التاريخي لجبهة الناصرة الدمقراطية عام 1975، ويوم الأرض عام 1976، وتأسيس الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة عام 1977، ومؤتمر الجماهير العربية المحظور عام 1980 (الذي، بالمناسبة، حظرته حكومة مناحيم بيغين، وليس حكومة رابين كما جاء في "الجريدة القومية" الغارَّة)، ومشروع تحويل "الإتحاد" إلى صحيفة يومية عام 1983، و.. و.. و..
ويعي أكثر المهتمِّين بالأدب خصوصيةَ حبيبي الإبداعيّة، التي سمت به ليس فقط إلى مصاف روائع الأدب الفلسطيني والعربي والعالمي، بل جعلته يخترق مجتمع الشعب الآخر ويحظى باحترام وتقدير أهل الأدب والثقافة والفكر فيه، واضطرّت المؤسسة الحاكمة في إسرائيل نفسها الى الاعتراف بها ومنح صاحبها أرفع جائزة أدبية في الدولة.
وفي هذا نتساءل: ألا تخجل السيّدة غنادري بالقول (في "تصريح" إذاعي تعيس هذا الأسبوع) إنها صارت تقرأ لوالدها بعد وفاته؟!
مش عيب يا مدام؟! 

• عن "الصِداميّة" و"العروبيّة"!


إن دور أبي سلام أكبر من أن ينسى، وأشدّ سطوعًا من أن يحجب.
كذلك فإنّ طابع هذا الدور أوضح من أن يُشوّه، كما يُستدلُّ من محاولة تصوير حبيبي كصاحب سياسة مغامِرة ("صِداميّة" على حد تعبير غنادري). ويبدو أنه فات غنادري - من ضمن الكثير الذي فات - قراءة الحوار الأخير مع إميل حبيبي ("مشارف"، العدد 9)، الذي أجري أواسط نيسان 1996، أي قبل وفاته بنحو أسبوعين. حيث يقول "..وقد كنت حتى في قيادة الحزب أحاول منع أية مغامرة بأعضاء الحزب وبالشعب كله". ومن المعروف كيف كان حبيبي يتصدّى بعنفوان واثق لكل من سوّلت له نفسه المزايدة على الشيوعيين ومواقفهم المسؤولة.
فهل نضع هذه "الصِدامية" في خانة الجهل بالشيء أم في خانة إنكاره بعد العلم به؟
ونذهب، دون أن نبرح سياق الجهل/الإنكار، إلى محاولة طمس هُوية حبيبي الفكرية، من خلال اقتباس مقولة له حول أخذ مؤلـَّفات تراثية في رحلة افتراضية إلى جزيرة نائية، يليها تعقيبٌ لغنادري: "لم يختر لا ماركس ولا لينين"!
أليس بديهيًا أن ينتقي مبدعٌ كحبيبي أدبًا كـُتب بلغته الأم التي هام بعشقها إلى أبعد الحدود؟ هل يقلّل هذا من أمميّة حبيبي وماركسيته قيد أنملة؟ ثمَّ أنني في الحقيقة لا أعرف أيَّ إنسان – شيوعيًا كان أو غير شيوعي – كان سيجلب كتابًا جافًا وصعبًا وطويلاً كـ"رأس المال" إلى أيّة جزيرة!
ويُظهر الزعم بـ"عروبيّة" حبيبي سعيَ غنادري المشبوه إلى خلط حابل تحويل العروبة والانتماء القومي أيًا كان إلى "فكر" أو برنامج سياسي، بنابل شغف حبيبي بالتراث والثقافة العربيين الإسلاميين وتنقيبه عن القيم التقدميّة والإنسانيّة فيهما - وهي كثيرة - من خلال نظرته الجدلية لتاريخ الحضارة العربية الإسلامية، شأنه شأن كل الماركسيين في شرقنا العربي، وكما فعل إميل الآخر، رفيقنا المؤرّخ د. إميل توما، في دراساته المختلفة.
يقول حبيبي (في الحوار الأخير) إنه كان يقرأ القرآن الكريم قبل كتابة أيّ عمل أدبي له من باب الحرص على صدق اللغة. فهل باستطاعة أحد أن يستخلص - حسب "منطق" غنادري الركيك - أنّ حبيبي كان إسلاميًا؟!
ويقول حبيبي إنه يعبد اللغة العربية، فهل باستطاعة أحد أن يستنتج أنّه كان فاشيًا مثلا؟!
لقد كان حبيبي أمميًا حتى النخاع، وهو ما تدلّ عليه كتاباته المختلفة، وبقي كذلك حتى يومه الأخير - الذي شاءت الأقدار أن يصادف ليلة الأوّل من أيّار - ولم تشبْ أمميته شائبة. ومن الحريّ هنا التذكير برئاسته للجنة المبدعين الإسرائيليين والفلسطينيين (مع الأديب العبري يورام كنيوك)، وبإسهام هذه اللجنة في النضال ضد الاحتلال ومن أجل السلام العادل والمصالحة بين شعبيّ هذه البلاد.

• ألبطيختان


في مسألة البطيختين الشهيرة (بطيخة العمل السياسي وبطيخة الإبداع الأدبي) يقول حبيبي، ردًا على سؤال إذا ما كان سيرمي إحداهما لو عاد إلى البداية: "نعم.. إذا كان لديّ ندم. فهذا هو الندم. وأعتقد أنني كنت أستطيع أن أخدم قضية شعبي العادلة أكثر ممّا خدمتها، وخدمتها، لو اكتفيت بالعمل الأدبي". ويضيف أنه "لو عدت إلى البدايات مع تجربتي لاخترت، بالطبع، طريقًا آخر"، ثم يستدرك "لكن لو أعدتني طفلا مع ظروف شعبي كما كانت، فأعتقد أنه لا يكون أمامي إلاّ العمل في السياسة".
من الواضح أن حبيبي يتحدث لا عن ندم على وجهته الفكريّة الأممية والإنسانية والوطنية، بل عن آلية احتراف العمل السياسي الحزبي على حساب الإبداع الأدبي: "في السياسة لا يمكن أن تعمل بما أسمّيه صدق الطفولة. أما في الأدب فلا يمكن أن يستحق العمل هذا الاسم إلا إذا التزمت بصدق الطفولة، على العكس تمامًا".
هذا التناقض، كالندم الناجم عنه، طبيعي ومفهوم، لأنه حليف كل من يحاول الإمساك ببطيختين ثقليتين كما فعل حبيبي بجدارة طيلة نصف قرن من الزمن. لكن حتى بعد اعترافه بالندم يعود ليؤكد إنه كان سيعمل في السياسة لا محالة نظرًا لظروف شعبه ومسؤوليته تجاهه. ولاحظوا ماذا يقول عن موافقته ورفاقه على قرار التقسيم: "أنا أعتز بهذا الموقف. والمسؤول عن عدم موافقة شعبنا على قرار التقسيم، عن مأساتنا في ذلك الوقت، هو الجامعة العربية.. والمسؤول الأساسي هو الإحتلالات الإسرائيلية التي حشرتنا من أجل عدم القبول بقرار التقسيم..".
هذه الرؤية، الواقعية المسؤولة غير الاعتذارية (التي ربّما حدت بحبيبي القائد المحنـّك، في بعض الأحيان، إلى الحدّ من عفوية حبيبي الطفل الصادق)، هي هي رؤية حزبه/ حزبنا، التي عبّر حبيبي عنها خير تعبير في أحلك الحقب وأقساها.

• أوجه الشبه وأوجه الشبهة


وإلى المحاولة البائسة لاستغلال الخلاف المؤسف الذي نشأ بين الراحلين الكبيرين إميل حبيبي وتوفيق زيّاد، بغية تشويه حقيقة العلاقة التي ربطتهما عقودًا طويلة، ولجوء غنادري المشين الرخيص إلى "معايرة" زيّاد بأنه كان تلميذًا لحبيبي ومُقلدًا له.
إنه لمصدر فخر لزيّاد أن يكون إميل حبيبي مرشدًا وقدوةً له، بقدر ما هو مصدر فخر لحبيبي أن يكون له هذا الإسهام في تشجيع قائد وشاعر كبير كتوفيق زيّاد. صحيحٌ أنّ حبيبي أحبّ زيّاد وصادقه.. لكن، لو لم يكن الأخير جديرًا بالثقة وأهلاً لها لما كان صار توفيق زيّاد الذي نعهد. فلا يكفي أن يكون الإنسان صديقًا لحبيبي كي يكون توفيق زيّاد. ودون انتقاص شبر واحد من البون الشاسع، تدلّل حالة غنادري (الصِّهر المحترف)، مثلاً، على أن كون الواحد صهرًا لحبيبي لا يعني، بالضرورة، أن يكون شيئًا. فمصير الثلج أن يذوب، ليبان ما اشتبه برائحته الكريهة وما اشتمّه حبيبي نفسه – كما يؤكد القاصي والداني - منذ زمن بعيد.
من الطبيعي أن يتأثـّر القيادي الشاب الواعد زيّاد بقيادي مخضرم كحبيبي (والأخير دخل المعترك السياسي في أواخر الثلاثينات، أي قبل زيّاد بعقد من الزمن)، وأوجه الشبه بين هذين العظيمين أكثر بكثير من ملامح الوجه والأسلوب الخطابي الهادر. لأنها تعود إلى الخندق الكفاحي الذي جمعهما. ومن المعروف أنّ إميل حبيبي كان أوّل من هرع إلى الناصرة، جزعًا غير مصدّق، يوم باغت الموتُ رفيقَ دربه وعمره، وأنّ عائلة زيّاد أصرّت على تقبّل حبيبي العزاء معهم، في توأمه السيامي-السياسي الذي لم تلده أمه، وقال في رثائه: "خسرنا المرساة التي ثبّتت سفينة شعبنا في مينائها الأم – الوطن – في مواجهة الأمواج الجارفة والدوّامات المُغرقة".. وقال أيضًا: "لقد اتفقنا منذ نعومة أظفارنا، وما آلمني شيء أكثر من الاختلاف معه في أي موقف، وقيل أننا كنا نتشابه في قسمات الوجه. وكثيرًا ما وجدت الناس يخلطون بيني وبينه، وهذا كان شأنه هو أيضا. أما الآن فبقيت وحدي ولم يعد من الممكن حدوث هذا الخطأ".
كما تجدر الإشارة إلى آخر ما خطته يد التوأم الأكبر، "سراج الغولة". إذ يكتب هناك: "كانت مأساة الشعب العربي الفلسطيني مأساةً شاملة. أصابت أولئك الذين اضطروا إلى ترك الوطن كما أصابت أولئك الذين تركوا في وطنهم. صدق شاعرنا توفيق زيّاد في توجهه إلى إخوته، إخوتنا، اللاجئين بقوله: فمأساتي التي أحيا/ نصيبي من مآسيكم". فلو كان حبيبي حاقدًا على زيّاد – كحال غنادري المثير للشفقة والشبهة في آن – لما كان ذكره واستشهد بأبياته في نصّه/ وصيّته الأخير/ة.

• تنويه


رحل حبيبي قبيل انتخابات الكنيست الـ(14) عام 1996، وكان عضو الكنيست الحالي والرفيق السابق عزمي بشارة أُدرج آنذاك في المكان الرابع في قائمة الجبهة. ولن نصف حركات أصابع أبي سلام المعبّرة عن رأيه في التحالف والحليف، ولن نذكر التوبيخ الذي انتهَر به أبو سلام الرفيقَ المذكور، يوم حاول الأخير استفزازه بطروحاته القومجية العاقـّة في أحد مؤتمرات الحزب، مُعززًا بطاقم تلفزة إسرائيلي.
إلا أنّ الذكريات الواردة على لسان السيّدة غنادري (بخصوص تقييم حبيبي لرفيقنا الأسبق) تكاد تثير الضحك، حيث تناجي والدَها: "..أتذْكر كيف تناقشتَ معنا بخصوص مواقفه (أي مواقف بشارة – ر.ز.) في احتفال بعيد قبل أسابيع قليلة من رحيلك؟ أما نحن فنذكر كم كان موقفك يومها إيجابيًا".
ومن حسن الحظ أنّ الاحتفال المذكور موثـّق بالصوت والصورة، ومحفوظ في مكان أمين.. ومن باب الدبلوماسية نقول إنّ مضمون هذا التسجيل لا ينطوي على إطراء لغنادري ولبشارة على السواء. هذا مع التنويه إلى أنّ الإمكانات الإلكترونية تتيح لنا تعميمه، إذا اقتضت الحاجة، لفضح ما يطلقه غنادري من أراجيف ليتملـّق بشارة، الذي يعرف جيدًا ماذا كان وظلّ رأي حبيبي فيه. ولجعل من لا يشتري يتفرّج كما يقول المصريون.
وقد بلغت الوقاحة الإدعاء بأننا – أي الحزب و"الإتحاد" – قتلنا حبيبي وورثناه! ألم تظهر مدام غنادري في دعاية حزب "التجمّع" الانتخابية قبل بضع سنوات وتحدّثت كيف كانوا "يلبّسونا الأزرق والأبيض" في الأول من أيار! من الذي غرس خنجرًا مسمومًا في ظهر تاريخ حبيبي، إرضاءً لزعيم "التيار" المزعوم، ويريد الآن وراثته؟ من يا زوجة زوجك المصون؟

• حين تنخر الحيَّة في التفاحة..


قد نتفهّم عتب أبناء عائلة حبيبي وشعورهم المشروع بوقوع أخطاء بحق إميل حبيبي. ولربما يزيد هذا حاجتنا الموضوعية إلى إعادة النظر اليوم في بعض ما قيل وما كيل هنا وهناك. ولكننا لن نسمح لأحد بأن يستغلّ اسم إميل حبيبي ويتاجر به لتحقيق مآربه الدنيئة.
لقد جاء على لسان السيّدة غنادري في ختام المقابلة: "لقد زرعت بنا يا والدي بذرة القومية – والتفاح لا يقع بعيدًا عن الشجرة".
ما من شكٍ في أصالة هذه الشجرة الباسقة الغنيّة، ولكننا نعرفُ، ويا للأسف، منذ القدم، ماذا يكون مصير التفاحة، حين يكون الموعز.. حيّة.

رجا زعاترة
السبت 27/5/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع