كلمة ((الاتحاد))
رسالة تحمل متفجرات ناسفة!

ما تمخض عن لقاء ومحادثات بوش - شارون في "البيت الأبيض" الامريكي لا يبعث على التفاؤل بالنسبة لما هو مرتقب على ساحة تطبيق خطة خارطة الطريق وعلى مسار العملية السياسية التفاوضية الاسرائيلية - الفلسطينية. فما اتفق عليه بوش وشارون لا يعدو كونه رسالة واضحة المعالم تحمل في طياتها متفجرات ناسفة تنذر بالانفجار وتهدد بتفجير الأوضاع من جديد عسكريًا ودمويًا على ساحة الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
فإصرار شارون على مواصلة البناء في الجدار العازل العنصري وتواطؤ بوش مع هذا الموقف المغامر والاستفزازي الكولونيالي وعدم ممارسة اي ضغط امريكي لوقف هذه الجريمة قد يشعل الارض الفلسطينية نارًا وينسف الهدنة، لان نتائج بناء هذا الجدار تعني نسف قاعدة حلم اقامة دولة فلسطينية مستقلة على الارض المحتلة منذ 1967.
انه تزوير سافر للواقع اعتبار المقاومة الفلسطينية، التي يطلق عليها بوش وشارون زورًا وبهتانًا اسم "الارهاب الفلسطيني"، العقبة الرئيسية في طريق التسوية السياسية. فهذا التقييم الغيبي جاء للتغطية على السبب المركزي الذي يعرقل مختلف احتمالات وقف نزيف الدم المتدفق من شرايين الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني، وهو الاحتلال وأذرعه الاستيطانية وما يرتكبونه من اعمال ارهابية ومجازر وجرائم هدم وتدمير ضد الشعب الفلسطيني في المناطق الفلسطينية المحتلة وفي وقت تتنكر فيه حكومة الكوارث اليمينية الشارونية لثوابت الحقوق الوطنية الشرعية بالتحرر وتحميله المسؤولية عن درب الآلام المخضبة بالدماء جاء للتغطية ولإعطاء المبررات التي تشرعن الجرائم التي يمارسها المحتل الاسرائيلي واعتبارها ليست اكثر من "اجراءات وقائية" - شرعنة بناء الجدار الفاصل العنصري والاغتيالات والعقوبات الجماعية من مجازر جماعية الى اعتقالات جماعية الى هدم بيوت بالجملة وتخريب مزارع ومزروعات.
اننا نحذر من مغبة مآسي الضغوطات التي يمارسها تحالف الشر الامريكي - الاسرائيلي على السلطة الفلسطينية والحكومة الفلسطينية لتجريد المنظمات الفلسطينية من اسلحتها وتفكيكها وهدم بنيتها، والتي لا تعني في نهاية المطاف الا زج الشعب الفلسطيني في حرب اهلية دموية يهدد من خلالها حقه الشرعي بالدولة والقدس والعودة ويساعد حكومة الاحتلال والاستيطان والدماء على ترسيخ اقدام وجودها الاستعماري في المناطق الفلسطينية المحتلة.
إن ما اتفق عليه بوش وشارون اثناء لقائهما في واشنطن لا يعكس أبدًا ان هناك التوجه الجدي من قبل الادارة الامريكية وحليفها الاستراتيجي الاسرائيلي لدفع مسيرة العملية السياسية وتطبيق خارطة الطريق كما وردت أساسًا، بل أن الجهود الامريكية - الاسرائيلية تتجه لتطبيق خارطة الطريق وفقًا للتعديلات والاضافات الاسرائيلية عليها والتي تفرغها من مضمونها الأساسي ومن مدلولاتها السياسية المرسومة.
وبناء على ذلك فإن مسؤولية جميع انصار الحق الفلسطيني المشروع، أنصار السلام العادل وحرية الشعوب وعلى مختلف الصعد، عربيًا واوروبيًا وعالميًا وحتى داخل اسرائيل والولايات المتحدة، تصعيد كفاحهم وممارسة الضغط على الادارة الامريكية وحكومة اليمين الاسرائيلية حتى لا يكون مصير خارطة الطريق كمصير اخواتها السابقات.

("الاتحــــــــــــــاد")
الخميس 2003-07-31


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع