كل النجاح للحوار الوطني الفلسطيني

من المنتظر ان تبدأ اليوم الخميس الجولة الأولى من الحوار الوطني الفلسطيني- الفلسطيني التي ستجري في كل من رام الله وغزة، وبمشاركة كافة الفصائل الفلسطينية الـ -13، وخاصة حركتي فتح وحماس. والهدف من وراء جولات الحوار الوطني هو بذل المساعي بهدف التوصل الى توافق فلسطيني في الموقف من القضايا الأساسية بين مختلف ألوان الطيف الفلسطيني، توافق يوحد الشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات المصيرية المطروحة على ساحة التطور والصراع في هذه المرحلة.
حوار وطني ينسجم مع مبادرة سجناء الحرية في سجون الاحتلال الإسرائيلي ومطالبتهم برص صفوف الوحدة الوطنية الفلسطينية المتمسكة بثوابت الحقوق الوطنية الشرعية الفلسطينية وبفتح الطريق للخروج من المأزق الراهن الذي يواجهه الشعب العربي الفلسطيني.
فمما لا شك فيه، ان إحدى القضايا الحبلى بالمخاطر الجدية تتمحور حول حالة الانفلات الأمني ومظاهر الاقتتال والصراع المسلح بين عناصر من حركة فتح وعناصر من حركة حماس، بين قوات الأمن الفلسطينية والقوات الخاصة التي اقامتها حكومة حماس التي تقلق راحة الشعب الفلسطيني وتنذر بمخاطر اندلاع حرب اهلية فلسطينية- فلسطينية لا يستفيد من وراء اندلاعها سوى المحتل الإسرائيلي ومخططاته التصفوية للحق الفلسطيني الوطني بالتحرر والدولة والقدس والعودة. ونأمل ان تساهم بوادر الاتفاق بين السلطة والحكومة، بين الرئيس محمود عباس ورئيس الحكومة اسماعيل هنيّة، بانضمام القوات الخاصة التي أقامتها حكومة حماس تحت لواء قوات الأمن الفلسطينية، ان تساهم في تهدئة اوضاع التوتر المؤسف وفي دفع عجلة الحوار الوطني باتجاه صياغة برنامج للوحدة الوطنية الفلسطينية. وما نأمله ان يوفر الحوار الوطني المناخ المناسب لتحقيق أمرين أساسيين يخدمان المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني ونضاله العادل من اجل التحرر والاستقلال الوطني، ان يقود الحوار الى النجاح في تعزيز مكانة ودور منظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد وشرعي للشعب العربي الفلسطيني وكمرجعية سياسية للسلطة الوطنية وللحكومة الفلسطينية، وهذا الأمر يتطلب ان تنضوي جميع فصائل المقاومة الفلسطينية تحت لوائه وخاصة دخول حماس والجهاد الإسلامي تحت سقف منظمة التحرير. والأمر الثاني، ان يقود الحوار الى بلورة برنامج الحد الأدنى الوطني المتفق عليه الذي يجنب الشعب الفلسطيني مخاطر الفتنة والاقتتال الداخلي إضافة الى الاستحقاقات الدولية، الاتفاق على تبني المبادرة العربية للتسوية السياسية مثلا، الأمر الذي يساهم في رفع الحصار الإجرامي والتجويعي الذي يفرضه المحتل الإسرائيلي ويفتح امام الشعب الفلسطيني وقضيته آفاقًا سياسية بعيدًا عن عزلها دوليا. وما نأمله ان يقود الحوار الوطني الى توافق في الموقف بين السلطة الفلسطينية والحكومة الفلسطينية يساهم في خلق الظروف لقيام حكومة وحدة وطنية ائتلافية من مختلف الفصائل الفلسطينية، من حماس وفتح وغيرهما، ترتفع الى مستوى مواجهة التحديات والتغلب عليها، حكومة وحدة وطنية متمسكة بثوابت الحقوق الوطنية.
نتمنى كل النجاح للحوار الوطني الفلسطيني بتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية.

"الاتحاد"

الخميس 25/5/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع