متى تتوقّف جرائم الهدم والتدمير في النقب؟!

ألحكومة الجديدة، حكومة اولمرت كديما وبيرتس العمل، التي "لم تفت ولم تغمس بعد" والتي لم يمض شهر على قيامها، هذه الحكومة قررت ان يكون "فطورها" مجبولا بدموع مآسي المواطنين العرب.
فأمس الاربعاء ارتكبت اذرع القمع والارهاب والعدوان السلطوية جريمة جديدة بحق عرب النقب والجماهير العربية وحقوق الانسان والمواطن. فقوات كبيرة من رجال الشرطة ووحدات القمع الخاصة وموظفي الداخلية قامت امس بهدم خمسة بيوت عربية، ثلاثة منها في قرية ابو تلول وبيتان في قرية السر. وقد جرى ارتكاب جريمة الهدم هذه في اجواء ارهابية عدوانية فرضتها قوات هولاكو الدمار والتدمير، على اهالي القريتين ودب الرعب في نفوس الاطفال. وعلى حد تعقيب مركز "لجنة الاربعين" ورئيس اللجنة المحلية لقرية ابو تلول عطية الاعسم فان "من يشاهد هذه العملية يعتقد انها تنفذ في الاراضي المحتلة. لقد زرعوا الرعب في نفوس المواطنين، شاهدنا الفرح على وجوه رجال الشرطة، وكأنهم يقومون بعملية عسكرية ضد اعداء"!
وما يكشف عن المدلول السياسي الحقيقي لعملية الهدم السلطوية ان الهدم جرى في قرى تم الاعتراف بها مؤخرا من قبل وزارة الداخلية، وان البيوت التي هدمت تحيطها البيوت من جميع الجهات. فالمدلول السياسي الحقيقي لجرائم هدم البيوت العربية في النقب، يندرج في اطار المخطط  السلطوي لمواصلة مصادرة ونهب الاراضي العربية وتضييق الخناق على اهالي القرى العربية، المعترف بها وغير المعترف بها بهدف تهجيرها في اطار "الترانسفير الطوعي" وتهويد اماكن واراضي تواجدها. فمن اراضي قرية ابو تلول لم يتبق بعد مصادرة اراضيها سوى اربعة كيلومترات مربعة مجمل مساحة القرية. وعلى ارضها المصادرة ظلما وعدوانا اقيمت منطقة الصناعات العسكرية.
وفي قرية السر تلقى الاهالي قبل شهرين اكثر من عشرين انذارا لهدم بيوتهم، واعلنت القوات منح المهدّدين بهدم بيوتهم مدة اسبوعين منذ ذلك اليوم للقيام بهدم بيوتهم بانفسهم والرحيل.
ان هدم البيوت العربية في النقب معْلم من معالم سياسة السلطة في محاربة الوجود العربي في النقب، والعمل على اقتلاعهم من اراضي الآباء والاجداد وترحيلهم الى متاهات المصير.
كما ان عملية الهدم هذه تندرج في اطار المخطط السلطوي المعروف باسم "الخطة الطارئة لتطوير النقب والجليل" التي مدلولها السياسي عنصري ويستهدف مواصلة تهويد النقب والجليل لتغيير الموازنة الديموغرافية بين العرب واليهود في هاتين المنطقتين لضمان اغلبية يهودية ساحقة وحاسمة، وعلى حساب تخفيض عدد العرب اكثر ما يمكن وتقليص مساحة وجودهم على اصغر ما يمكن من رقعة مساحة من الارض في النقب والجليل.
عرب النقب مثل عرب المثلث والجليل والمدن المختلطة ليسوا سياحا في وطنهم وليسوا بعابري طريق في ارض وطنهم، كما انهم ليسوا برهائن في سجن المجرمين، فهم اهل البلاد الاصليون ومواطنتهم مشتقة من انتسابهم عبر التاريخ الطويل لهذا الوطن. والمسؤولية الوطنية والانسانية تستدعي من جميع انصار حقوق الانسان والمواطنة، من اليهود والعرب، تصعيد الكفاح التضامني مع عرب النقب حتى تتوقف جرائم الهدم والارهاب والاقتلاع السلطوية.
الخميس 25/5/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع