كلمة الاتحاد:
جريمة مدانة

إن قتل الجندي اوليغ شايحاط من نتسيرت عيليت، واخفاء جثته في كرم زيتون قرب القرية العربية كفركنا جريمة نكراء تستدعي الاستنكار والتنديد ومعاقبة المجرم أوالمجرمين الذي أو الذين ارتكبها أو ارتكبوها. وكما تعودنا في ظل سياسة العداء والتحريض المنهجي ضد الجماهير العربية فقد انطلقت أبواق التحريض من أوكار اعداء التعايش اليهودي - العربي ومن قوى يمينية معروفة بمواقفها المعادية لحق المواطنين العرب بالمواطنة الكاملة وبالوجود في هذا الوطن المشترك، وطنها.
لقد رددت بعض الاوساط ووسائل الاعلام "وأجزمت" أن جريمة القتل نفذت على خلفية ودوافع "قومية"!! ومع تأكيدنا على ادانة هذه الجريمة مهما كانت الخلفية والدوافع التي لا يمكن أن تكون مبررًا لارتكابهاـ فلماذا اصدار الحكم الجازم واستباق الاحداث قبل الانتهاء من التحقيق والكشف عن الوجه الحقيقي للمجرم وعن الدوافع الحقيقية لارتكابه هذه الفعلة الشنيعة. ففي بلاد تنتشر فيها ظواهر وأعمال الجريمة، فالاحتمالات قد تكون كثيرة، فمن المحتمل ان يكون المجرم مدمن مخدرات او تاجر سلاح او لوطيًا، يمكن أن يكون عربيًا او يهوديًا، وممكن أن يكون متطرفًا ومغامرًا معمي البصر قوميًا. والمنطق يقول ان يترك الامر للتحقيق والقضاء للبت في معاقبة المتهم العيني والمحدد الذي يجري الكشف عن هويته، ولكن من يتبنى الرأي المسبق، والموقف العدائي المسبق، ينطلق بشكل تحريضي لتحويل التهمة الى تهمة جماعية وكأن جميع العرب تحت الشبهة، وجميع اهالي كفركنا في قفص الاتهام! فعلى سبيل المثال لا الحصر، عنونت صحيفة "يديعوت احرونوت" في عددها الصادر أمس، على رأس صفحتها السابعة، وفوق منظر لقرية كفركنا عنوانًا استفزازيًا تحريضيًا سافرًا من ثلاث كلمات "قرية تحت الشبهة"!!
هذا مع العلم ان القيمين على هذه الصحيفة يدركون جيدًا ان اهالي كفركنا يدينون الجريمة وان المجلس المحلي في كفركنا بمختلف كتله قد دان هذه الجريمة وان الجبهة والحزب الشيوعي ومختلف القوى السياسية في كفركنا وقطريًا قد دانت هذه الجريمة، وان عربًا من كفركنا وغيرها قد شاركوا في عملية البحث عن الجندي المغدور. حتى في سياق الخبر المذكور عبر من سألهم مراسل الصحيفة من اهالي كفركنا عن ادانتهم للجريمة ومطالبتهم بعدم اتهام كل أهالي القرية بجريمة لم يرتكبوها.
اننا نحذر من مغبة التوجه التحريضي الذي يضع كل العرب في قفص اتهام جماعي بجريرة عمل فردي مغامر ومدان من الجماهير العربية وقياداتها السياسية. ان هذا التوجه عنصري ومتعمد ولا يستهدف سوى حرق جسور التعايش اليهودي - العربي وبناء الجدران العنصرية العازلة بين اليهود والعرب وقطع العلاقات الاقتصادية والتجارية بين اليهود والعرب وخلق حالة من التوتر الدائم والعداء والكراهية بين اليهود والعرب في نتسيرت عيليت وفي كل مكان. ان المصلحة الحقيقية للشعبين تستدعي دفن مثل هذا التوجه العنصري المعادي للجماهير العربية وتعزيز اواصر التعايش والعلاقات القائمة على الاحترام المتبادل بين ابناء الشعبين وإنزال اقصى العقوبة بالمجرم والمجرمين ممن يرتكبون اعمالاً همجية لا تجلب سوى الأضرار الجسيمة للعلاقات بين اليهود والعرب والتي من المفروض ان تكون حسنة وطبيعية بين سكان المجتمع الواحد والوطن الواحد.

("الاتحـــــــــــــاد")
الاربعاء 2003- 07- 30


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع